القصة الحقيقيَّة لبابا نوئيل أو سانتا كلوز

فلكلور 2022/12/28
...

 باسم عبد الحميد حمودي



من رسمَ البابا نوئيل؟ أين ولِد؟ ما هو أصل المرويَّة الجميلة؟

هل هذا الرجل السمين المرح ذو القفطان الأحمر الذي يوزع الهدايا فجراً أو خلال ليل الميلاد تركي أم يوناني؟

هل هو قديسٌ أم إنسان طيبٌ يحب الخير لأطفال الأرض؟

بعضهم يقول إن الحكاية لا أصل حقيقياً لها وإن الأمر عبارة عن متوالية فولكلوريَّة أحبَّها الناس بعد أن صنعوها ودخلت في فكرهم الجمعي الفولكلوري، لكن من يتابع الفكرة الرئيسيَّة للعم (سانتا كلوز) ولزوجته العجوز الجميلة (سانته كلوزه) التي تساعده في جمع الهدايا وتوزيعها ليلة عيد الميلاد، يجد الأمرَ ممتعاً وجديراً بالتفكير بجديَّة.


أصل الحكاية التاريخي

أصول الحكاية نشأت في مدينة (ميرا) التي كانت جزءاً من اليونان قبل أنْ تعدَّ جزءاً من تركيا، حيث ولد الطفل (نيكول) أو (نيقولا) عام 279 في مدينة (باترا) باليونان ثم أصبح أسقفاً لمدينة (ميرا) وهو في الثلاثين من عمره بعد وفاة عمه أسقف المدينة الثري، وبدأ بتوزيع قسمٍ من أمواله سنوياً بين فقراء المدينة وأطفالهم كل عيد ميلاد، فضلاً عن المُنح العاجلة التي يتصدَّقُ بها على الفقراء.

في يومٍ من أيام عام 311 للميلاد استطاع الأسقف الشاب نيكولاس إقناعَ قبطان سفينة أنْ يوزعَ جزءاً من حمولتها من الطعام بين فقراء المدينة التي أنهكها الجوع وقلة الأرزاق.

يقول الرواة إنَّ حمولة السفينة قد ازدادت خيراً وكأنَّ بضاعتها من أكياس الحنطة لم تنقص، لكنَّ الأسقف نيكولاس استمرَّ في تقديم هداياه للأطفال ليلة الميلاد المجيد حتى وفاته في السادس من كانون الأول عام 346.

بعد وفاة نيكولاس الذي رسم قديساً نشأت حكاية الرجل المرح السمين ذي النظارات وصاحب القفطان الأحمر الذي يأتي بزلاجته التي تجرها غزلان الرنة وهو يطوف ليلاً بالمدن والقرى ليوزع هداياه عن طريق مدخنة الأسرة أو في جوارب الأحذية التي توضع عند أبواب البيوت ليجد كل طفلٍ هديته في جوربه أو بالقرب من سريره.


صورة السانتا كلوز

رسمَ صورة السانتا كلوز الحاليَّة المعروفة الشاعرُ ورجلُ الدين البروتستانتي الأميركي كليمنت كلارك مور الذي كتب قصيدته الشهيرة عنه في السابع بعد عيد الميلاد عام 1823 بعنوان (الليلة قبل عيد الميلاد) وقام برسمها الرسام فيلكس دارلي على وفق وصف الشاعر، وقد صدرت القصيدة في ديوانٍ صغيرٍ برسوم دارلي الجميلة عام 1859 بعد عدة اتهامات بعدم نسبة القصيدة الى الشاعر (مور) لكنَّ هذه الاتهامات لم تصمد أمام قدرة الشاعر وجمال أبيات القصيدة التي تقول:

الليلة قبل عيد الميلاد

ما كان أحدٌ في المنزل

حتى ولا فار 

الجوارب كانت معلَّقة عند المدخنة

على أمل

أنْ يكون القديس نيكولاس.. هناك

وتستمر القصيدة التي صارت أمثولة خيرٍ وموسيقى بوصف البابا نوئيل- الذي هو السانتا كلوز الذي يطوف بزلاجته السماويَّة التي تقودها الأيائل لينزل في المداخن أو عند عتبات البيوت ليضع هداياه للأطفال ليلة العيد.


تسميات السانتا ورقم هاتفه!

لسانتا كلوز الذي يسمى بابا نوئيل أيضاً تسميات متعددة لدى الشعوب، ففي روسيا هو ديدز موروز وفي النمسا وسويسرا هو Christ Kid وفي صربيا يسمى (ديدا ماز)، وله تسميات أخرى في هذا الشعب أو ذاك لكنَّ تسمية سانتا كلوز هي الشائعة.

وقد أدرجت الصحافة الانكلو سكسونيَّة يوماً رقم هاتف بابا نوئيل الافتراضي وهو (951) – 262 - 3062 وهو رقمٌ سحريٌّ وغير حقيقي لكنَّ الأطفال يزولونه طالبين الحوار مع القديس نيكولاس الذي يتجلى لهم بصيغة السانتا كلوز في ليلة العيد الميمون.

طبعاً.. لا أحد يجيب على النداء لكنَّه التوقُ والمحبَّة لهذا الكائن الذي يطلُّ علينا كل عامٍ بشيبته الناصعة وكيس هداياه وثوبه الأحمر الجميل ونظارته المطمئنة.