تجريبية الكويت.. بروفة مفيدة لكاساس قبل خليجي 25

الرياضة 2023/01/02
...

   تحليل: علي النعيمي 


انتظرت جماهيرنا الكروية طويلا ً الظهور الأول لمدرب منتخبنا الوطني الإسباني خيسوس كاساس في أول مباراة رسمية له مع أسود الرافدين، لمعرفة أسلوبه الخططي الذي يرغب في تطبيقه في قادم المباريات، وبالتالي كان لقاء العراق والكويت الذي انتهى بفوز منتخبنا بهدف نظيف، بروفة مثالية للطاقم الفني للتعرف على إمكانات اللاعبين الحاليين وقدرتهم على تطبيق الواجبات الأساسية أو الأدوار الثانوية، فضلاً عن التوقف عند أسلوب اللعب وطريقة التحضير وتحريك الكرة، مروراً بالهفوات الدفاعية التي حدثت في الشوط الثاني من المواجهة الودية، انتهاءً بالنهج التقليدي للتكتيك الهجومي الذي يسبق مرحلة التهديف وقد طغت عليه الفردية الواضحة .


الكرات القصيرة

لم يتخل مدرب منتخبنا الوطني الجديد خيسوس كاساس عن أسلوبه الذي سبق لنا الحديث عنه وقد بدأ بنظام 4-3-2-1 وبالاعتماد على تحضير الكرات القصيرة غير المباشر ومحاولة إخراجها من (الثلث الدفاعي) بمسار أرضي مع التدوير الكرة ومن ثم نقلها إلى الثلث الوسطي (عرض- عمق – أمام – خلف) وهذا ما شاهدناه في الشوط الأول في مباراة الكويت وبمعزل عن جودة التطبيق، كذلك كان نقل الكرة إلى طرفي الملعب واضحاً في الهجمات والإفادة من الركلات الثابتة الهجومية وقد ترجمت واحدة منها إلى هدف على فائز.


العماري في الارتكاز

من أبرز المتغيرات الذي حدثت في الشوط الأول هو توظيف أمير العماري( محل أمجد عطوان) في دور الارتكاز وقطع الهجمات الكويتية ومحاولة عمل الموازنة والربط بين خطي الأمام والخلف وقد أجاد هذا اللاعب في مركزه الجديد خلال الشوط الأول بفضل فعالية محمد علي عبود في القطع المبكر ومهاجمة الكرات أولاً، بينما اكتفى العماري في المراقبة والتوازن والتوجيه وقد لمسنا انسيابية كبيرة في تبادل الكرات ما بين رباعي الدفاع ضرغام إسماعيل وعلي فائز ومصطفى ناظم وحسين عمار من حيث الانتشار وتقارب خط الخلفي، لكن العماري عانى في الشوط الثاني بعد خروج عبود والزج باللاعب ريوان أمين الذي لم يكن في أجواء المباراة فضلاً عن طريقة لعب الفريق الكويتي التي تغيرت بعد الزج بسبعة بدلاء و الاعتماد على طرفي الملعب وخلق زيادة عددية على قوس الجزاء .


ضغط متقدم

نبقى في التفاصيل الفنية للشوط الأول الذي طبق فيه منتخبنا ضغطاً متقدماً مميزاً حتى الدقيقة 25واشترك فيه كل من علاء عباس وحسين جبار وحسين علي وإبراهيم بايش وخلفهما (عبود – العماري) وقد استحصل منتخبنا العديد من الكرات المهمة وقادته إلى صنع التحولات الخطيرة مع التسديد البعيد أو عمل الكروسات من طرفي الملعب، وهنا لابد من الإشادة بدور علاء عباس الذي كان ينظم الضغط بصفته أول لاعب يمارس الضغط في عمق الدفاع الكويتي ومن ثم يأتي بعد بايش الذي استفاد كثيراً من اللامركزية وحرية التموضع في الثلث الهجومي وكانت فعالياته واضحة في الشوط الأول، لأنه دائم الإسناد لزملائه لاسيما عند اللعب المركب.


تبديلات الشوط الثاني

الشوط الثاني شهد مشاركة العديد من الأسماء على غرار ريوان أمين محل محمد علي عبود وحسن قوقية ومؤمل عبد الرضا عوضاً عن حسين علي وإبراهيم بايش، واسو رستم محل علاء عباس وفي الخط الخلفي اشترك أحمد يحيى في ظهير اليسار وزيد تحسين ومناف يونس الذي تحول إلى ظهير يمين بدلاً من حسين عمار.. هذه الخلطة من الأسماء لم تستطع الحفاظ على النسق الخططي الذي قدمه منتخبنا في الشوط الأول وسنختزلها بنقطتين مهمتين:


أولاً التنظيم الدفاعي:

 ظهرت الكثير من الهفوات الدفاعية في طرفي اليسار واليمين لدفاع منتخبنا وهي عدم قدرة مناف يونس أو حتى زيد تحسين في اتقان مركز (ظهير اليمين) بسبب قدراتهما البدنية وثقلهما في الدوران والمواجهات الفردية بالإضافة إلى أن حسن عبد الكريم ( قوقية) لم يعمل الإسناد الدفاعي الخلفي وذات الكلام يقال عن جهة اليسار التي شغلها أحمد يحيى والدفع بضرغام إسماعيل كجناح أو طرف وسط، لاسيما أن كلا اللاعبين يجيدان فقط الكروسات في الهجوم حتى بعد تجاوزهما حالة التحدي لاعب ضد  لاعب ، في المقابل أظهر الأزرق الكويتي تفوقاً في طرفي الملعب في الشوط الثاني لا سيما مع اللاعبين (علي خلف وبديله عيد الرشيدي) في جهة اليسار العراق وأيضاً في الجهة الأخرى “مبارك الفنيني – محمد باجية”.

ثانياً الشق الهجومي:

 في هذا الشوط غاب الضغط المتقدم في مختلف أرجاء الملعب والذي منحنا قدرة واضحة في عمل التحولات وتهديد مرمى الكويتي في الشوط الأول كذلك لم تكن هناك أي فعالية واضحة في التكتيك الهجومي الذي يميل إلى العمل الفردي، فتحركات قوقية إلى مرمى المنافس واضحة ومعروفة إذ يميل إلى المراوغة بالكرة من الطرف الأيمن نحو العمق أملاً بفتح زاوية للتسديد أما مؤمل عبد الرضا دائماً يفضل استلام الكرة خلف المهاجمين و مهاجمة المنطقة 14 للمراوغة والتسديد لكن الاختلاف الوحيد هنا أن آسو رستم الذي يجيد واجبات الهداف والقناص في البوكس ولديه رؤية واضحة في التمرير أو استلام الكرة  كمحطة خارج منطقة الجزاء أو التمرير العميق للاعب المنطلق من الخلف لكن هؤلاء الثلاثة يفضلون الحل الفردي على حساب التكتيك المركب الجماعي في منطقة التهديف، ختاماً نقول إن الرؤية الفنية أصبحت واضحة لكاساس بعد تجريبية الكويت المفيدة والذي قطعاً سيكون سعيداً بانضمام الثلاثي (الآي فاضل وأيمن حسين وأمجد عطوان) قبل مباراة عمان الأولى في افتتاح خليجي 25 مع معالجة الهفوات السابقة .