بغداد تخلو من نصب أو تمثال يخلد شهداء وأبطال النصر على الإرهاب

الأولى 2023/01/02
...

  بغداد: علي موفق


واجه العراق منذ قرابة 17 عاما تنظيمات وزمرا إرهابية متنوعة، تسببت بسقوط آلاف الشهداء والجرحى سواء من المواطنين أو القوات الأمنية والحشد الشعبي، كان آخرها الحرب مع "داعش" التكفيري، لكن العاصمة تفتقر حتى الآن إلى نصب أو تمثال يخلد هؤلاء الشهداء وأبطال النصر مقابل التضحيات التي قدموها للدفاع عن الوطن.   

وعلى الرغم من أن مجابهة مجاميع وفلول الإرهاب لا تزال قائمة حتى الآن، لكن لم تظهر أي مبادرة من أي جهة لإنصاف الضحايا من خلال إنشاء رمز لاستذكارهم على الرغم من وجود عشرات الساحات في العاصمة التي تصلح لأن تكون موقعا لإنشائه.

وتتفاخر أغلب دول العالم بأبطال الانتصارات وأصحاب والإنجازات من خلال تشييد نصب وتماثيل بارزة تكون محط أنظار الزائرين والسائحين وتكون مواقع للاحتفاء أو استذكار إنجازاتهم على مر التأريخ.    الباحث والمفكر والإعلامي الدكتور حيدر العذاري، قال لـ"الصباح": إن الحكومات المتعاقبة والجهات المعنية كان عليها أن تأخذ بعين الاعتبار هذه التضحيات وتخلدها بنصب أو تماثيل شاخصة، لاسيما أن العراق واجه ظروفا إرهابية صعبة تخلص منها بدماء الشهداء والجرحى الذين سطروا ملاحم بطولية للدفاع عن الوطن. وأضاف أن النصب والتماثيل تشيد لتكون بمثابة تأريخ ومصدر إلهام للأجيال المتعاقبة عن عشرات قصص التضحية لهؤلاء الأبطال التي تستحق كل الإشادة والدعم.  واستغرب العذاري من إغفال هذا الأمر على الرغم من وجود عشرات الساحات في العاصمة التي يمكن أن تكون موقعا لإنشائها.  وأكد أن واجب الحكومة رعاية عوائل الشهداء والجرحى وتكريمهم ونحن جميعا نفخر بهؤلاء الأبطال الذين حققوا الانتصارات الكبيرة ودافعوا عن الأرض والعرض والإنسان بمنتهى الإيثار، إذ ضحى المقاتلون الأبطال بأرواحهم لحماية المدنيين وإنقاذهم من "داعش" التي أجرمت بحق المدنيين وعذبت الأبرياء وارتكبت الجرائم.

وتعد النصب والتماثيل من أهم معالم مدينة بغداد، إذ يوجد فيها أكثر من 40  نصبا وتمثالا وجدارية لنحاتين ومهندسين وفنانين عراقيين وأجانب مثل جواد سليم وخالد الرحال ومحمد غني حكمت ورفعت الجادرجي وبييترو كانونيكا، ووضع أول تمثال، وهو رئيس الوزراء العراقي عبد المحسن السعدون، في بغداد في عام 1933 للنحات الإيطالي بييترو كانونيكا، أما آخر المنحوتات التي شيدت في بغداد فهما نصبا أشعار بغداد وإنقاذ العراق عام 2012  وهما من الأعمال الأربعة للنحات العراقي محمد غني حكمت قبل وفاته.