متابعة: شهرزاد
في محاضرة جديرة بالاهتمام ألقاها في قاعة اتحاد الأدباء في بغداد منذ اسبوعين الأستاذ طلال علي (خبير الصوت والأداء– رئيس قسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد)، تحدث فيها عن (الصوت العراقي) وتنوعات الأداء فيه؟
كان المحاضر بارعا في التقديم والحوار، يمتلك خزينا معرفيا غنيا بمعالم الصوت البشري, وقال إن الهواء يتلاعب بالحنجرة، وكذلك المطرب, وإن للصوت البشري آمادا تتسع باتساع قدرة الحنجرة على الأداء.
وتوضح في المحاضرة التي كانت جهرية وعملية تطبيقية أن الأصوات الغنائية العراقية، تختلف كما هو الصوت العام عند الإنسان.
هناك الصوت الذي يعتمد المنخر للأداء الغنائي، ويسمى الصوت المنخري، مثل صوت حضيري أبو عزيز, وهناك الصوت المضخم مثل صوت سعدي الحلي, لكن الصوت الأصعب أداء هو الصوت الحنجري، الذي ينطلق من حنجرة المطرب، ولا يتميز به لدينا سوى المطرب داخل حسن.
قال المحاضر: إن صوت داخل حسن الذي ينطلق من حنجرته متعبٌ ولا يمكن تقليده، وهو لا يمسك التون، بل ينتشر منشزا، وهو ممنوع علميا وأكاديميا، لكنه محبب بصوت المرحوم داخل الذي لا يضاهيه أحد.
وتحث المحاضر عن حركة الصوت داخل الصدر وكيفية تدريب المطرب ماكنته الأدائية على استخدام الشهيق والزفير بشكل مفيد ومحترف, ومثلما يتلاعب الهواء الخارجي بالحنجرة، فإن الأوتار ليست أوتارا حقيقية، وإنما طبيعة صوتية.
أغرب ما قاله طلال علي إن في منغوليا نوعاً من الغناء الشيطاني الممنوع دينيا، ينطلق من قرارات وجوابات غير طبيعية, وقد منع هذا اللون من الأداء مدة 100 عام، لكنه عاد اليوم لديهم كتراثٍ.
وتحدث عن طبيعة بعض الأصوات الغنائية العربية، مثل صوت السوبرانو، الذي تتميز به السيدة فيروز، وصوت المطرب علي الحجار الذي يغني بالباص، ويصعد للتينور، الذي يسمى عند العرب (الصادح)، بينما يسمى القرارب (الباص), وقال إنَّ الباص من أصعب الأصوات وأندرها، ويتميز به لدينا الفنانون صباح السهل وحسين نعمة وقاسم اسماعيل.