إذا أخطأ طفلك كيف تتحكمين في غضبك؟

اسرة ومجتمع 2023/01/07
...

  إعداد: أسرة ومجتمع


الأطفال ليسوا ملاكا كما يراه البعض في المناسبات، وسلوكياتهم السيئة قد تزعج إلى حد كبير، بل تفقدكم أعصابكم في بعض المواقف مما يضطركم للصراخ في وجهه أو عقابه بصورة مؤذية، فما التصرف الأمثل؟.

صارحي نفسك أولا، ربما يغضب البعض لتعرضهم لضغوط خارجية خلال اليوم، أدت لفقدانهم السيطرة على أعصابهم، وكلُّ أمٍّ ليست بعيدة عن ذلك الموقف، فقد تصرخ في وجه طفلها لارتكابه خطأ بسيطا أو بكائه المستمر، لذا عليك تقدير الموقف بالصورة التي يستحقها.

واذا كان يومك صعبا، عليك أن تشركي طفلك في ما تشعرين، واطلبي منه مراعاة ذلك، مع ضرورة التنبيه على التوقف عن السلوكيات المزعجة، أو بصورة أخرى، ضعي حدا لسلوكياته وكرري التوجيه إن لم يستجب، وضعي عقابا واضحا للحفاظ على الموقف ومنع غضبك من التصاعد وعلى الأم أن تميز بين حالتين «أنا أعاقب على سلوك سيئ»، أم «لأنني غاضبة من السلوك أو خطأ ابني تسبب في تعرضي للإحراج»، ربما على الأم أن تفكر ولو للحظات قبل اتخاذ أي رد فعل غاضب تجاه طفلها، وتسأل نفسها «هل أقوم سلوكه أم سأثأر لنفسي فقط؟»، فتقويم السلوك لا يحتاج لعاصفة من الغضب، وإنما مزيد من الحكمة لإرشاد طفلك إلى السلوك الجيد.‬


الضحك وسيلة

ربما يبدو الأمر غير منطقي إلى حد ما، لكنك إن لم تقدري على الضحك في المواقف المتأزمة، يمكن فقط إجبار نفسك على الابتسام مع أخذ نفس عميق أكثر من مرة، وذلك لتدريب نفسك على تجاوز المواقف الصعبة، بهدوء وأقل قدر من الخسائر، الضحك في المواقف الصعبة أو المؤلمة يرسل رسالة إلى نظامك العصبي مفادها بأنه لا يوجد أمر طارئ، والأمور ستكون على ما يرام. 

إهربي

لن تحتاجي للهرب من منزلك، وإنما عليك مغادرة مكان الحدث لدقائق قليلة لاستعادة توازنك، تنصحك لورا ماركهام مؤلفة كتاب «الآباء المسالمون والأطفال السعداء: كيف تتوقف عن الصراخ وتبدأ التواصل الآمن»، قائلة إن مغادرة المكان ربما إلى المطبخ أو دورة المياه وغسل والوجه والابتعاد عما أغضبك قد يكون حلا مناسبا، لكن عليك تجنب ذلك إذا كان ذلك يعرض طفلك للخطر، مثلما حدث حين يكسر الطفل مزهرية أو شيئا زجاجيا، حذار عندها من تركه وسط الخطر لتستعيدي هدوءك، تأمين طفلك أهم من أي شيء، بعد دقائق قليلة عودي لطفلك مرة أخرى، وعالجي الأمر بحكمة، بمحاسبته على السلوك السيئ، أو إرشاده إلى أن تصرفه ليس موفقا، وضحي لطفلك أن إلحاحه في طلب شيء ما بصورة مستمرة لن يتحقق مع شرح أسباب رفضك، واطلبي من الطفل وضع حل للموقف الذي تسبب فيه، لا للعقاب البدني، أشارت دراسة نشرتها مجلة سيكوباثولوجي عام 2007، إلى أن 85% من المراهقين تعرضوا للضرب أو الصفع على أيدي آبائهم، ورغم ذلك لم يأت العقاب البدني بنتيجة إيجابية على الأبناء، كما توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بشدة، بعدم استخدام العقاب البدني لتقويم سلوكيات الأطفال. الأمر الذي يقوض سلطة الأبوين ويجعل الأطفال لا يستجيبون للأوامر، هو سلسلة التهديدات التي يطلقها الأبوان أثناء الغضب، لذا تذكري أن كثرة التهديدات تعطي الضوء الأخضر للطفل لتكرار أخطائه، خاصة أنه يضمن جيدا عدم قدرتك على تنفيذ تلك التهديدات المخيفة، كما أن تصدير الخوف لطفلك ليس أمرا صحيا ولن يقوم سلوكياته.

اعلمي أن طفلك ليس أكثر الأبناء استفزازا، حتى وإن كانت تصرفاته تتسم بالرعونة أحيانا، عليك فقط أن تدركي حجم الخوف، الذي يتسرب إلى طفلك في نوبات غضبك، وكيف سيؤثر ذلك عليه في المستقبل سواء في علاقته بالأسرة أو بالأصدقاء.