بغداد: شيماء رشيد
يفترض أن تطرح وزيرة المالية طيف سامي مسودة قانون الموازنة أمام مجلس الوزراء في اجتماعه المقبل خلال الساعات المقبلة، بعد الانتهاء من كتابة أعلى موازنات العراق في تاريخه بقيمة تتجاوز 140 تريليون دينار، تحتوي في طيات أوراقها على أكبر شق تشغيلي في تاريخ البلاد الحديث يقدر بـ80 تريليون دينار تضمن معه مصروفات الحكومة ومرتبات موظفيها.
وتُقلق الأرقام المتصاعدة للمرتبات بفعل الوظائف الجديدة غالبية خبراء الاقتصاد، فقد حذَّر جلهم من أن الطفرة السعرية في أسواق النفط لن تستمر، وأن اعتماد العراق عليها كان يجب أن ينخفض منذ عقد من الزمن، يأتي هذا في وقت تشير فيه الأوساط النيابية المعنية بالموازنة إلى الجنوح لـ"اتفاق سياسي" على الموازنة قبل تمريرها.
وقال عضو اللجنة المالية النيابية معين الكاظمي، لـ"الصباح": إن "وزارة المالية أنجزت ما عليها وحوَّلت الموازنة بشقيها التشغيلي والاستثماري إلى مجلس الوزراء للتصويت"، مشيراً إلى أن "مجلس الوزراء اجتمع الأسبوع الماضي مع المجلس الاقتصادي الوزاري ووضع التعديلات واللمسات الأخيرة على الموازنة المقدَّرة بـ140 تريليون دينار بواقع 80 تريليوناً للتشغيلية و60 تريليوناً للاستثمارية" .
وأضاف الكاظمي، أنه "إذا ما وصلت الموازنة إلى البرلمان مطلع الأسبوع المقبل فإن اللجنة المالية ستعكف على دراستها، وستكون هناك قراءتان أولى وثانية وبعض التعديلات ليصادق عليها نهاية شباط المقبل"، مبيناً أن "الموازنة التشغيلية المتضمنة مرتبات موظفي الدولة ارتفعت من 42 تريليونا إلى 60 تريليون دينار ما سيرهق الموازنة العامة في المستقبل، وسيعني حدوث مشكلات جسيمة في حال هبوط أسعار النفط العالمية، ومن الضروري إيجاد موارد أخرى غير النفط، عبر دعم القطاع الخاص والاستثمار والنهوض بالواقع الزراعي والصناعي" .
زميل الكاظمي في اللجنة المالية، النائب ناظم الشبلي قال: إن "على الموازنة التي تأخر إكمالها أن تلائم البرنامج الحكومي وتتّسق مع موضوعات القوى العاملة وتثبيت العقود والمحاضرين والمفسوخة عقودهم، وجميعها كانت بحاجة إلى تصويت الحكومة" .
وأضاف الشبلي، في حديث لـ"الصباح"، أن "سعر برميل النفط لم يتجاوز الـ 70 دولاراً مع سعر الصرف القديم 1450، وما يؤاخذ على الحكومة عدم اتضاح الرؤية الاقتصادية في موضوع النفط، صحيح أن الحرب الروسية في أوكرانيا زادت الأسعار ولكنها مرشحة للهبوط في حال انتهائها، والعراق لا يملك بدائل مالية"، معتبراً أنه "كان على كُتّاب الموازنة الاهتمام بطبيعتها الاستثمارية، وليس الانفجارية لكي تتمكن من إنتاج مشاريع جديد، لكون التعيينات الجديدة ستضغط على الموازنة العامة ما أنتج موازنة تشغيلية هائلة جداً" . وذكر الشبلي أن "الحكومة ملزمة بعرض خطتها الستراتيجية للموازنة، فاللجنة المالية غير ملزمة بتنفيذ كل ما يرسل لأننا بحاجة إلى خطط ستراتيجية مهمة"، موضحاً أن "البرلمان لديه الكثير من المآخذ بهذا الخصوص بينها المنافذ الحكومية والجباية والجمارك التي لا تشكل بمجموعها غير 5 بالمئة من الإيرادات، فبرغم ضخامة هذه المنشآت لم نصل إلى رقم ثابت بالأرقام الخاصة بالإيرادات غير النفطية، ناهيك عن ضرورة وجود توافق سياسي لتمرير الموازنة، حتى لو تأخر البرلمان، لكون الحكومة هي التي تأخرت بإنجازها في المقام الأول" .
تحرير: علي عبد الخالق