اسماعيل الحركاني: سنعيد هيبة الملاكمة العراقية

الرياضة 2019/04/06
...

الكوت/ حسن شهيد العزاوي
ولد عام 1950 في حي سكني صغير يقع بالضاحية الغربية من الكوت، وترعرع واكمل دراسته الابتدائية والثانوية في هذا الحي، وكانت بداياته الرياضية على يد مدربي لعبة الملاكمة المرحومين حميد ريحان ومهدي الرصافي، ليجمع بين دراسته الاكاديمية وهوايته الرياضية.
يقول عضو اتحاد الملاكمة والمنسق العام لرابطة الرياضيين الرواد اسماعيل الحركاني  لــ(الصباح الرياضي): كانت بدايتي الرياضية على يد مدربي لعبة الملاكمة المرحومين حميد ريحان ومهدي الرصافي وحصولي على المركز الاول في اول بطولة لي في عام 1968 وهي بطولة المنطقة الوسطى التي اقيمت على ملعب الكوت بمشاركة اكثر من 100 ملاكم يمثلون ثمانية فرق وتغلبي على لاعب نادي السكك سعدي خليل بالضربة القاضية، وكان هذا اللاعب هو احد ابطال العراق، وبعدها توالت اللقاءات الودية.
واضاف، التحقت بالجامعة في العام الدراسي 1968/1969، بعد ان قدمت الى كليات التربية الرياضية وكلية الاداب لغة انكليزية وكلية الطيران، وتم قبولي في الكليات الثلاث وكان تسلسلي 23 في قسم اللغة الانكليزية والثالث في التربية الرياضية وانا واحد من 120 طالبا تم قبولهم في كلية الطيران، لكن شغفي وحبي للغة الانكليزية كانا الدافعين للتقديم لكلية الاداب .
ويشير الحركاني خلال فترة الجامعة لم اشارك في أي بطولة اذا صادفت خلال فترة الامتحانات، اما غير ذلك فانا اول المشاركين، وكانت منافسات الجامعة من اصعب واقسى المنافسات في العراق لانها  تضم لاعبي المنتخبات الوطنية، ولم اتذكر باني خسرت أي نزال خلال مسيرتي الرياضية، وكنت خلال اربع سنوات دراستي الجامعية احرز المركز الاول واتغلب على اعتى ابطال اللعبة، وعندها ذاع صيتي باني الملاكم الذي يسقط خصومه بخطف اليمنى، وشاركت في جميع بطولات الجامعات للفترة (1968 – 1972) وبطولات الجيش ومنتخب بغداد، وفي عام 1973 مثلت المنتخب العراقي المشارك في بطولة اسيا واحرزت المركز الاول.
 
اعتزال
 وفي عام 1975 انهيت دراسة الماجستير لاعلن بعدها اعتزالي عن اللعب واتحول الى عالم التحكيم وذلك لكثرة انشغالاتي كوني اقوم بالتدريس في اكثر من مدرسة ، اضافة الى القاء المحاضرات في جامعة بغداد، ولكون التحكيم موسمياً اما التدريبات على لعبة الملاكمة فكانت بصورة يومية، وبعد جهد ومثابرة تدرجت في شهادة التحكيم من الثالثة الى الثانية وصولا الى الدرجة الاولى في عام 1980.
ويكمل عضو اتحاد الملاكمة حديثه: تم ترشيحي في العام 1980 لدولة الهند للمشاركة بالدورة الدولية للتحكيم التي اشترك بها 42 حكما يمثلون قارة اسيا وحصلت على المركز الاول في الدورة ومنحي شهادة الحكم القاري للتحكيم في بطولة اسيا التاسعة التي استمرت 45 يوما، واسعفتني اللغة الانكليزية التي اجيدها باتقان، وبعد عدة اشهر من العام نفسه نظمت بطولة العالم العسكرية وكنت الحكم العراقي الوحيد في هذه البطولة التي اقيمت في بغداد، حينها احرز العراق المركز الاول ، تاركا المركز الثاني للولايات المتحدة الاميركية وكانت هذه النتيجة تمثل حدثا تاريخيا عندما تغلب العراق على ابطال هذه اللعبة، وحصلت حينها على لقب افضل حكم بالبطولة، في العام 1983 اشتركت بالدورة الدولية للملاكمة وتم اجتيازي للدورة بتفوق، وفي عام 1986 جاء المدرب الكندي جير كينز الى بغداد لاقامة دورة تدريبية لفن التحكيم وكنت حينها متدربا ومترجما للدورة، وتوفي جدي وقتذاك وتم تاجيل الدورة طيلة ايام مجلس العزاء بسبب عدم وجود مترجم محترف غيري بالدورة، وفي عام 1984 شاركت في تحكيم بطولة اسبوع الاخاء الرياضي العراقي المصري التي اقيمت بالقاهرة وشملت جميع الالعاب الرياضية ومن بينها الملاكمة، وتناولت الصحافة المصرية من بينها الاهرام والطبعة المسائية، الحكم اسماعيل الحركاني كشخصية رياضية متميزة في عالم التحكيم، وفي عام 1987 شاركت في الدورة الدولية التي اقيمت في الاردن واجتيازي بتفوق، وكانت هناك عدة بطولات منها البطولة العربية وبطولة الشرطة العربية وبطولة الفتيان العرب وبطولة المنتخبات العربية وبطولات دولية وعربية اضافة الى المسابقة الدولية الثانية.
واوضح الحركاني بانه بعد عام 2003 تم انتخابي رئيسا للاتحاد الفرعي للملاكمة في واسط، وتمكنت من انشاء 17 ناديا للملاكمة في المحافظة بعد ان كانت واسط تضم ناديا وحيدا، وواصلت مشواري واصبحت احد ثمانية اعضاء يمثلون الاتحاد المركزي للملاكمة، منوها بان الاتحاد المركزي للملاكمة هو الراعي الرسمي للعبة في العراق، حيث تاسس عام 1956 وتعاقبت عليه هيئات ادارية كثيرة منهم من خدم نفسه ومنهم من خدم اللعبة.
وبين بأن لعبة الملاكمة كانت اللعبة الشعبية الثانية بعد لعبة كرة القدم، والسبب في تردي واقع هذه اللعبة حاليا هو غياب الرياضة عن المدارس، حيث شهدت فترة الخمسينيات والستينيات اقامة بطولات مدرسية نظمتها تربيات المحافظات ومنها برز ابطال لامعون، اما اليوم فقد اصبح درس التربية الرياضية بحكم الملغى ويستعاض به للدروس العلمية، لافتا الى ان الملاكمة لعبة عنيفة ويكون الاقبال عليها اقل من الاقبال على كرة القدم على الرغم من ان هناك نساء اصبحن يلعبن الملاكمة وهناك بطولة عالمية للفتيات والشابات واليافعات وحتى المتقدمات في السن، مشيرا الى اننا في الاتحاد المركزي نحاول ارجاع هيبة الملاكمة وجعلها اللعبة الثانية بعد كرة القدم.
وتابع بأن الملاكمة بعد ان كانت تحتضر، بدأت الان تستعيد عافيتها ، وبدأ الفائزون بعضوية الاتحاد يعملون جاهدين على اعادة الحياة للعبة، وعلى الرغم من العمر القصير للاتحاد الجديد الذي تم انتخابه في تشرين الثاني الماضي ولغاية اليوم نظم بطولتين ومشاركتين الاولى في كازاخستان بمشاركة ثماني دول وحصلنا على المركز الاول، والثانية في روسيا وحصلنا على اربع ميداليات ذهبية و خمس ميداليات نحاسية، فضلا عن منهاج حافل بالمشاركات والبطولات الدولية القادمة، اضافة الى الألفة والتعاون الجاد بين اعضاء الاتحاد كونهم اصحاب اختصاص ومنهم من هو مدرب او حكم او لاعب سابق.