الحلة.. مدينة البهاء التاريخي

فلكلور 2023/01/12
...

(تفتتح صفحة فولكلور هذا الصباح ملف المدن والعواصم العراقيَّة الثقافيَّة وتقدم الحلة الفيحاء بداية.. وأنموذجاً)

في العام 1101 استولى أمير بني مزيد صدقة بن مزيد على أرجاء منطقة الحلة وأسس العمران فيها، وبذلك (حلَّ) في الحلة التي وصفها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بقوله (هذه حلة من حلل الجنة).

وقد صدق إمام البلغاء وأبدع وهو يصف الحلة عندما مرَّ بها و(حلَّ) خارجاً عنها بعد عودته من حرب صفين ظافراً.

وقد سميت (الحلة) بدءاً بـ(الجامعين) نسبة الى محلة الجامعين فيها وذلك لوجود جامعين فيها.

الأول هو جامع ومرقد الصحابي عبد العزيز بن سراي الذي جرح في حرب صفين ومات عند أرض الجامع الذي أقيم عند مرقده، والثاني هو الجامع المقام للإمام جعفر الصادق عند شط الحلة والمسمى باسم الإمام عليه السلام.

كان بنو مزيد قد انتقلوا الى الحلة من أرض منطقة (النيل) وبنوا المدينة الجديدة خلال ثلاث سنوات ونقلوا إليها من أراد من الفقهاء ومن احتاجوا من العمال والصناع المهرة وحولوها من منطقة زراعيَّة جميلة الى مركزٍ إداري وديني معاً، ونزح إليها الفقهاء والعلماء للأمان الذي فرضه بنو مزيد فيها.

ازدهرت الحلة عبر التاريخ وزاد عمرانها واتسعت محلاتها ومدارسها العلميَّة، فضلاً عن تطور الوعي السياسي والثقافي فيها، وذلك لوقوعها موقعاً وسطاً بين بغداد العباسيَّة – العثمانيَّة – الملكيَّة الفيصليَّة- الجمهوريَّة و(النجف) الإماميَّة – الحوزويَّة- العالية الجناب.

ومثلما ازدهرت العلوم والآداب في بغداد كان للحلة دورها الثقافي والسياسي الكبيران في متعدد العهود وكان لها شخصياتها في التجديد والثقافة إضافة الى السياسة والعلوم الدينيَّة.

الحلة هي امتدادُ بابل التاريخيَّة وهي صانعة ثقافة ومجد تاريخي، ولا تزال بهيَّة بأمجادها وإضافاتها الحضاريَّة الدائمة لحضارة العراق.. قديما

ً وحديثاً.