فن {الأتيكيت}

اسرة ومجتمع 2023/01/14
...

غيداء البياتي
ثمة بديهيات في الحياة أقرب ما تكون إلى الظاهرة الاممية التي تشترك بها جميع الشعوب دون استثناء منها « الاتيكيت»، اي فن التعامل مع الآخرين، بصراحة أقول إنه يستحق التدريس في جميع المراحل الدراسية، ففي الغرب مثلا يتم بين الحين والاخر افتتاح معاهد تختص بدراسة المهارات الاجتماعية وطرق الشعور بالثقة في النفس، وعند العرب وعلى وجه الخصوص «المسلمين» فإن هنالك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرانية السامية التي تبين آداب التعامل مع الآخرين وطرق فن الاتيكيت، سواء كان في الطعام او الجلوس او الملبس وحتى الحديث مع الاخرين، ولا يستبعد منه الايحاءات الجسدية عند الكلام، فحركات الجسد أيانا تعطي الكثير من المعاني لا سيما في الكلام.

 من باب تطبيق المثل القائل «التعلم في الصغر كالنقش على الحجر»، فإن  تلك الاداب او هذا الفن «الاتيكيت» يدرس في المراحل الدراسة الاولى، التي باتت لا تسمن ولا تغني عن جوع عند بعض الأسر في نظرتها عن المدارس الحكومية، وفي حديث أملته المصادفة مع اختي وهي معلمة لمادة اللغة العربية في واحدة من المدارس تطرقنا الى مادة الاسلامية للمرحلة الابتدائية الثانية، وما فيها من آيات قرآنية وأحاديث نبوية تركز على «الاتيكيت»، ومنها الحديث النبوي الشريف «الكلمة الطيبة صدقة»، وفيه يتم شرح أهمية تزويق الكلام لتجنب جرح مشاعر الاخرين، وتعليم الصغار المجاملة، بصراحة أنا وأختي العزيزة سحر تحدثنا طويلا عن هذا النوع من الفنون المفتقدة في وقتنا هذا، فاختلفنا على بعضها واتفقنا على اخرى، لكننا في كل مرة نختلف نبحث عن الصحيح في القرآن الكريم أو الاحاديث النبوية الشريفة، وذلك باللجوء الى عمو «كوكل»، وخلال ذلك التقصي وجدنا ان قبل الكلمة هناك السلام وإلقاء التحية ففي قوله تعالى»واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها» أي إذا سلم عليكم أحدا، فردوا عليه افضل مما سلم هذا الادب بات اغلب الاشخاص يغضون البصر عنه والاسباب «دنيوية بحته»، فالمدير يدخل قاعة الموظفين في الدائرة الحكومية او الخاصة و»يغلس» اما من في القاعة يتهامسون قائلين «بعد أخوك جا غير مدير»، ويبقى الجميع يضحك وأنا أضحك من اولئك الذين يجهلون طريق الوصول الى قلوب الاخرين وتأخذهم العزة بالنفس الامارة بالسوء، وينسون بناء شخصهم على الارتقاء بالحياة للافضل، وبالتالي لا يستطيعون تكوين صورة ايجابية عن شخصهم لدى الاخرين.