فوضالوجيا المعايير .. ( ان شاء الله رئيس تحرير ) !!

آراء 2019/04/06
...

حسين الذكر
تصنف قواعد الهموم الإنسانية وفقا للوعي والادراك فضلا عن الاستسلام للواقع ، او بمعنى ما خضع للقدر وان كان من صنع الناس ، لكنه فرض علينا بشكل ينبغي اخذه بالحسبان .  فمعاناتنا كعراقيين لا تبتعد عن هذا التصنيف غير الفلسفي ولا الطوباوي ولا الجدلي ، بقدر ما هو ترتيب لاولويات ، نخضع لمحدداتها وآثارها – كافراد مجتمع واحد - وان كانت بنسب 
متفاوتة . 
لقد كان همنا الأول ملف الامن وها قد تحقق تسعين بالمائة منه ، ومن ثم انتقلنا الى فقرة الإصلاح وان صنفت بالسلم الاسهل لكنها ليست كذلك على مستوى التطبيق ، فالفساد بكل عواهنه وربما عهره يندرج تحت عنوان الإرهاب والترويع المجتمعي بصورة او باخرى .. ثم بعده سنبدا بالبحث عن الحصاد المجتمعي او ما يسمى بالخدماتي .. ثم بعده نتطلع الى الرقي العام ورفع مستوى التصنيف – كما يقول اهل الفيفا  - بين البلدان الأكثر تحضرا . قطعا تلك المسائل لا تقلق بال العوام وما هم فيه  .. فاكثرهم ما زال يطالب بماء الشرب ، مع ان سعر اثنتي عشر قنينة ماء ، تكفيه يومين صيفا واسبوعاً شتاء بسعر لا يتجاوز دولارا 
واحدا . 
حينما كنت اتفلسف وفقا لتصنيفاتي امام صديقي بالسوق ، قال لي احد بسطاء الشعب وخدامه الحقيقيين وهو يدفع عربة انحنى لها ظهره بشكل لم تفارقه دكتاتوريا ولا ديمقراطيا : ( يا أستاذ .. هم استلمت خمسين لتر نفط ) .. قطعا كان ذاك السؤال بعز البرد والمدفأة والشتاء .. ضحكت حد البكاء ، على هذا الخواء ، لامة منذ الآف السنين تحمل اعذب ما حباها الله من ماء الدنيا وهي ما زالت تعاني العطش من الالف الى
الياء ..
بعد أيام عسيرة على الشعب الذي راح يبحث عن جثث ابنائه ممن تناثرت على سواتر ومقابر الحدود الثمانينية من القرن المنصرم ، تحت عنوان الحرب بنزو ونزق  دكتاتوري وتخطيط استعماري دفع ثمنه الشعب وما زال من انينه واوجاعه ينخر حتى .. الى ما يعلم الله ..! 
كنا نساق فيها كالقطيع نحو جبهات الموت لنسد ثغرة نقص شخصي في مكنون راس نظام استبدادي فضلا عن كونه ينفذ اجندات مؤدلجة .. وقد تذكرت امي وصديقتها الحاجة ام محمد رحمهما الله ، حينما عدت من اتون الحرب مجازا فسألتني صديقتها :-
- (كم يوم اجازتك ) .. 
-( خمسة أيام ) ..
- فقالت الحاجة المسنة البسيطة بتلقائية وطيبة مجتمع بعيدا عن الاجندات والتسيس ( خمسة أيام .. قليلة يا ابني ، ليش ما تبقالك شهر شهرين )!؟ ..
في رائعة الفنان العربي عادل الامام (المتسول) ، ظهر بمشهد يبحث عن عمل وقد توسط له احد اقربائه عند رئيس مؤسسة صحفية ، وقد بدا المتسول قروياً امياً لا يجيد شيئاً وربما لا يصلح لمهام غير أداء واجب التنظيف وخدمة الصحيفة .. وقد التقى برئيس المؤسسة المرسل اليه ، فقا له الرئيس : - (اهلا وسهلا بك وبمن ارسلك .. ماذا تحب ان تعمل هنا في صحيفتنا ؟ ) .. 
فقال  عادل امام بكل عفوية الأرض التي انجبته وجبلته وبكل جمالية السنارست التي كتبت حواره : - ( أي حاجة يبيه .. انا عاوز اشتغل .. أي حاجة ، الأهم اشتغل .. ان شاء الله رئيس تحرير ) .. !!