أزمة وقود جديدة تجتاح الموصل

ريبورتاج 2023/01/16
...

 الموصل: شروق ماهر 

اجتاحت مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، مجدداً أزمة جديدة للوقود(البنزين، والكاز اويل) ما تسبب بزخم كبير جداً على محطات الوقود في المحافظة التي تعد ثاني أكبر المحافظات العراقية، وقد أوشكت هذه الأزمة على دخولها عاماً كاملاً، إذ يعاني السكان منها وهذا سبب استياء كبيراً في الشارع الموصلي.

وفي حوار لمحافظ نينوى نجم الجبوري مع (الصباح) أكد أن أزمـــــــة الوقود التي اجتاحت المدينة قد تسببت بغلق أغلب محطات الوقود الأهلية وبعض الحكوميــــــة، إذ خرجت عن الخدمة بسبب نفاد البنزين، كما يعود السبب أيضاً إلى إجراءات مجلس الوزراء بوضع تعديلات على برقيات السير للصهاريج في المحافظات العراقيـــــــة، وهذا سبب حــــــدوث زخم مؤقت على البنزين في عموم المدينة، وبيّن الجبوري أن المنتوجــــــــات النفطية تسلمت مؤخـــــــراً برقيات انطلاق بعض الصهاريج الخاصـــــة بمادة البنزين إلا أن الكمية لم تسد حاجة سكان الموصل وضواحيها مطلقاً.


تهريب الوقود

تشهد مدينة الموصل بين الحين والآخر أزمة وقود وتحديداً مادة البنزين، بسبب تهريبها لخارج المحافظة، باتجاه محافظات إقليم كردستان، لكن وزارة النفط عملت على استحداث نظام جديد تمكن من القضاء على الأزمة من خلال نظام البطاقة (الإلكترونية الوقودية)، التي تمكن المواطن من الحصول على 50 لتراً من البنزين كل ثلاثة أيام. ويذكر أن العمل بنظام البطاقة  الوقودية حددته وزارة النفط للمحافظات المتاخمة لإقليم  كردستان، وتحديداً نينوى وكركوك للقضاء على التهريب والزحف الحاصل من محافظات الإقليم إلى هاتين المحافظتين بسبب فرق السعر وتأثر النفط في الإقليم بأسعار النفط العالمية.


محطات متوقفة

يقول المواطن رشدي علي خلال تواجده بمحطة الجزائر في شارع الزهور: "دخلت عند الساعة الثالثة فجراً لمحطة الوقود في حي الجزائر ولغاية هذه  الساعة التي أوشكت على العاشرة صباحاً، لم نرَ أي سيارات حمل كبيرة تدخل وتفرغ مادة البنزين، وهذا هو الحال في جميع المحطات بالموصل التي خرجت معظمها عن الخدمة.

ولم يقصد علي أي محطة أهلية، بدلاً من الانتظار في محطة حكومية لساعات طويلة في ظل الطقس السيئ والأمطار المستمرة، لغلاء أسعار الوقود داخل المحطات الأهلية، بالمقارنة مع نظيرتها الحكومية، فالنوع الأكثر رواجاً من البنزين هو ما يعرف بالسوبر وسعره ألف دينار، أما المحسن فيبلغ 650ألف دينار مؤكداً أن هناك شحة أيضاً بالبنزين العادي داخل المحطات الأهلية في عموم الموصل، والأسباب أظن أنها مقصودة على حد قوله.


الحصة المقررة

صاحب مولدة العنزي في منطقة الوحدة أوضح أن "الحال لم يختلف تماماً في شح (الكازل اويل ) فهذه المولدة خرجت عن الخدمة منذ (أربعة )أيام، بسبب عدم تسليم الحصة المقررة لأصحاب المولدات، فضلاً عن شح مادة (الكاز اويل) من المحطات الكبيرة حتى التجاري منه لم يعد متوفراً.

مبيناً أن أكثر من15مولدة داخل الموصل خرجت عن الخدمة، ولدى الاستفسار من الحكومة المحلية وتحديداً لجنة المولدات، فإجابتهم غالباً ما تكون واحدة وهي  انتظروا وزارة النفط، هناك تأخير، بالنسبة لنينوى كلها ذرائع، ووفقاً لصاحب المولدة فإن المواطن الموصلي أصبح هو الضحية.


زخم كبير

مصدر خاص أشار في تصريح لـ "الصباح" إلى أن "هناك تأخيراً في آليات التجهيز من وزارة النفط، ومجلس الوزراء، الخاصة بالمحافظة وذلك للحد من تهريب مادة البنزين أو الكاز اويل، وهذا هو أحد أسباب الشح الحاصل في نينوى.

كما لفت إلى أن هناك زخماً كبيراً في بغداد للحصول على الموافقات الأصولية، والسماح بانطلاقها، لكن   بعضها تم تسلمها من قبل المديرية في 31من الشهر الماضي، فضلاً عن أخرى انطلقت منذ وقت قريب، وهي خاصة بمادة البنزين، لكن كل هذه التجهيزات الخاصة بالوقود تعد محدودة ولا تسد حاجة المواطن من مادتي البنزين والكاز اويل، ومن المنتظر أن تصل وجبات أخرى قريباً. مشيراً إلى أن "الأزمة لن تستمر مطلقاً وستنتهي خلال الأيام المقبلة".