من زاوية أخرى

الرياضة 2023/01/17
...

خالد جاسم

 في الأحوال الاعتيادية لست معتاداً على مشاهدة البرامج الرياضية في قنواتنا وهي كثيرة وصار بعضها كالطحالب طالما أنَّ معظمها ضار ومؤذ وينفذ أجندات معروفة ، وباستثناء محطات معدودة وإعلاميين لايزيدون على أصابع اليد الواحدة يمتلك بعضهم أبجديات الحوار وحسن إدارته والمضي به إلى ماهو نافع ويدخل في خدمة الرياضة والرياضيين أو يقدم المادة الرياضية بطريقة مفيدة ولذيذة تستند على خلفية ثقافية ورياضية رصينة ويحسن اختيار شخصيات برامجه بعيداً عن أصحاب الثرثرة العقيمة واللغو الفارغ وأدعياء المفهومية الزائفة ، ورغم تخصص معظم هذه البرامج بمتابعة الحدث الرياضي الأهم والأبرز وهو خليجي 25 في البصرة الحبيبة وهي متابعة تستحق الاحترام والتقدير لكل الملاكات العاملة في هذه البرامج لأنها وضعت قضية إنجاح الحدث الخليجي أولوية لها كما هو حرصها على إعلاء اسم العراق الحبيب وعكس صورة إيجابية عن إعلامه الرياضي إلا أنَّ الملاحظة البارزة التي تولدت عندي من خلال متابعة يومية حرصت عليها في الأيام الفائتة لملخصات هذه البرامج هو تشابه مضامينها وأشكالها المظهرية عبر محاكاة وتقليد واضح لبرنامج – المجلس – الذي يبث عبر قنوات الكأس القطرية وكنت أتمنى مخلصاً على القائمين على هذه البرامج ابتكار أشكال أخرى لمحتويات برامجهم تبعد عنها صفة التقليد الصريح وإمكانية تعاطيها مع العرس الكروي الخليجي في أنماط مغايرة تستطيع من خلالها وضع بصمات خاصة بها وليس التقولب واجترار ذات المحاور والمواقف الرتيبة في تسجيل ورصد الأحداث في المعترك الخليجي الجميل . والواقع أنني تابعت أحد تلك البرامج بطريقة الصدفة والذي أضطررت مشاهدته من باب الاستطلاع ليس إلا وكان ينتابني ذات الشعور المخيب عن هذا البرنامج ، لأني أمتلك حيثيات طرق استدراج البرنامج لضيوفه مع اني لو كنت مكان بعض الضيوف، لما ارتضيت الذهاب إلى استوديو تلك القناة والرضوخ لما يريد أصحاب البرنامج الذي يهدف أولاً وأخيراً إلى نوع من الإثارة وإيصال رسالة إلى المتلقي انه يتحكم بخيوط المعادلة الرياضية التي لن تستقيم ولن تبلغ شاطئ النجاح، طالما أنَّ المسؤولين بهذا المستوى من الخنوع والانبطاح إلى برامج تبتغي الإثارة وأشياء أخرى ربما يستحق أصحابها الجلوس على مقاعد المتفرجين في أي ملعب لكنهم لعبوا بشطارة لاتخلو من غايات بعقول من نطلق عليهم (الظامئين) إلى الظهور والحديث على الشاشة مع انهم لو كانوا شخصيات تحترم نفسها لرفضت اللهاث والركض إلى الاستوديو وفرضت على أصحاب هذا النوع من  البرامج الحضور بكامل معداتهم وملاكهم الى مقر عمل المسؤول الذي في إمكانه تحديد الوقت والمحاور في الحديث الذي يتطلع إليه الظامئون من إعلاميي اليوم وهم فعلاً من صنف الظامئين نحو الشهرة والكسب الخاص بطريقة أو بأخرى رغم  الادعاءات بالحرص على إنجاح الحدث الخليجي الذي ورغم بعض ملاحظاتنا المهنية لكن تبقى بقية البرامج بمنتهى الرصانة والابداع المهني الذي عكس صورة ناصعة عن إعلامنا الرياضي الملتزم .