د عدنان لفتة
خطوة واحدة فاصلة عن اللقب الخليجي الرابع للعراق، خطوة انتظرها العراقيون 35 عاما كاملة، خطوة أخيرة تتوج جهود بلاد الرافدين في تنظيم أجمل نسخة خليجية، نسخة لن تتكرر حقق فيها العراقيون أعظم الأرقام القياسية بحضور جماهيري حاشد بلغ أكثر من نصف مليون متفرج.

 خطوة أخيرة تفتح الأمل لشعبنا بأن العراق عاد واثقا، متعافيا، زاهيا، قويا، كريما يرسم صورة بيضاء ناصعة عجزت عن إظهارها كل المؤتمرات السياسية والتجمعات.

خليجي البصرة قدمت عراقا مذهلا، فخرا لأبنائه وضيوفه، عراقا عظيما ينقل الخليجيون إلى شعوبهم عنه كل مشاهد الجمال والروعة والإنسانية والشجاعة والكرم والأصالة والخلق القويم.

خطوة واحدة ترسم طريقا جديدا لمنتخبنا الذي يتشكل اليوم بثوب الأمل والتفاؤل، فريق جديد يرسم ملامحه المدرب كاساس باعتماده على شباب كفوئين يسطرون الملاحم والمباريات العامرة بالقوة .

خطوة واحدة تفصلنا عن وداع النسخة الخليجية الأروع بحضورها المهيب وروح الوطن العاطرة بالنفوس، بحراك شبابنا المتلهف للتواجد في ملعب البصرة الدولي وتقديم الدعم والمساندة لمنتخبنا الرائع.

خطوة واحدة تفصلنا عن تأكيد قيمة البصرة كمدينة تاريخية أظهرت جمال العراق وطيبته ورمزيته الحضارية بين أوساط الجميع.

خطوة واحدة تفصلنا عن بث السعادة لجموع شعبنا الرائع وإثارة البهجة في ربوعه ونشر المحبة لمناسبة سعيدة تمنيناها أن لا تنتهي، عمقت التسامح والعلاقات الطيبة وأظهرت العراق  بهيا زاهيا جميلا، رائدا، خيمة يجتمع تحت أعمدتها العرب.

خطوة واحدة ينطلق العراق بعدها إلى ميادين خليجية أوسع بعد الثقة التي زرعتها خليجي البصرة، ستنطلق السياحة والاقتصاد والعلاقات الأخوية والرياضية، إنها ثمار الجهد العراقي الشعبي والحكومي والبصري في الإسهام بنهضة العراق وهو يغادر صفحات الحزن إلى عالم السعادة والأمل والانفتاح والخير بإذن الله تعالى .