مظفر العقابي

على مدى أكثر من خمسة عقود على انطلاق منافسات وبطولات كأس الخليج العربي لم نر أو نشعر بذلك الشغف الجماهيري والإعلامي الهائل الذي انصهر بوضوح داخل عقول وقلوب أهل الخليج في أعلى تجمع يشهده تاريخ هذه البطولات الودية والذي حطم أرقاماً قياسية في عدد الحضور لمباريات البطولة والذي تجاوز حتى انتهاء مباريات دور المجموعتين قرابة نصف مليون متفرج آزروا وشجعوا جميع المنتخبات الخليجية دون كلل أو ملل برغم برودة الطقس والأمطار في بعض المباريات والتي زحفت بها الجماهير والعوائل العراقية بودٍ خالص صوب ملعبي جذع النخلة والميناء من أجل نجاح هذا التجمع العربي الخليجي الواعد الذي حطم الكثير من الصور والفرضيات ذات الايدلوجيات الخربة التي أرادت إبعاد أهل الخليج عن إخوانهم العراقيين الساكنين على ضفاف الشط 

والقلوب .. نجاحات خليجي البصرة 25 في التنظيم والاستضافة والكرم وعراقة تقاليد أهلنا الأجلاء في بصرة السياب قد تجاوزت كل تقديرات الخبراء والمنظمين وفتحت الباب واسعاً على مصراعيه أمام قطار الأمل والطموح في عودة العراق إلى موقعه الطبيعي عبر بوابة الخليج البصراوية كراعٍ للابداع والازدهار و فرصة واعدة لكثير من أرباب الصناعة والسياحة والاستثمار في مجالات الرياضة والحياة 

عموماً .. 

بعد أن  فندت جماهيرنا وشعبنا البصري الطيب العظيم ما حاول أهل الشقاق والنفاق أن يسوقوه إلى العالم عبر عشرات السنين من الأكاذيب والأباطيل الإعلامية المدفوعة الثمن والتي قد تبخرت بين ليلة وضحاها بفعل سمو وكرم وشجاعة وثقافة وإيمان المواطن البصري بكل طبقاته وتنوعاته.. لعلها المرة الأولى في دورات الخليج التي وجدنا فيها أنَّ المنتخبات وجماهيرها الخاسرة والخارجة من المنافسة على الأدوار المتقدمة لخليجي البصرة  25  لم تكن حزينة لكونها خرجت من المنافسة على الكأس بل وجدناها حزينة على مغادرة البصرة وألقها وسمو شعبها الكريم وذرفت الدموع النقية على هذا الوداع الجليل ..فعلاً إن الرياضة وكرة القدم توحد الشعوب وتكسر الحدود وتحطم الأغلال والقيود ،طوبى للبصرة الشعب والشط 

والنخيل.