علي العقيلي
عند الاطلاع على الوضع العراقي الحرج والواقع تحت نار هادئة متدحرجة وممولة بالحطب من الخارج الإقليمي والدولي تلاحظ أنّ العراق في حرب باردة ناعمة واضحة بين أمريكا وايران بخصوص (الدولار والاقتصاد) وأن النظام الديمقراطي لم ينجح قطعا كون البداية التي بدأها بريمر باسم هذا النظام كانت بأمرين الأول دعم الطائفية والثاني دعم عدم الولاء للدولة، وبهذا فقد أوصلنا الى ما نحن عليه
فالفريقان يتربصان كلٌّ حسب عمله في العراق للوصول إلى غنيمة كبيرة يمكن من خلالها المساومة والرجوع الى طاولة المفاوضات النووية كانت أم تقسيم النفوذ ولكن المشكلة ليست بالطرفين المبتعدين جدا عن الحرب والدليل هو اغتيال سليماني ولم يكن ما توقعناه، وإنما بعض الرسائل التي تدل على سياسة تنظر للبعيد وهذه الرسائل التي تصل منهما للآخر عن طريق الوكلاء، وانما المشكلة تكمن بالأصيل الإقليمي وهو الكيان الصهيوني والذي قد يرتكب حماقة الضربة على ايران من دون علم الولايات المتحدة الأمريكية وهو متوقع حصوله جدا كون المفاوضات النووية جامدة ولا أي عمل لوقف عمل البرنامج، وبذلك تكون أمريكا تحت وضع حرج في ظل اللوبي اليهودي الموجود في الكونغرس لديها، وبذلك تضطر الى المنازلة مع ايران واتباعها، وهذا ما حذر منه رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم، وأكيدا فإنَّ جاسم يتكلم عن تحركات ومعلومات وليست تخيلات ولا قصصا، وبهذا التحذير يعطينا طابعا مهما يجب الوقوف عليه وهو ان دول الخليج اذ اتجهت ولو بشكل جزئي الى التحالف الشرقي الصيني والروسي فإنها تعد تهديدا للأمن القومي الأمريكي، فضلا عن سعي أمريكا لتسليح الكيان الصهيوني بأسلحة أكثر تطورا، وبذلك سيكون فرصة مهمة جدا للخلاص من المفاعل إيراني ودول الخليج معا والتصدي الى روسيا في أوكرانيا بإدخال الناتو بالمواجهة فالحرب الروسية الأوكرانية حرب مصيرية نهايتها العالمية اذا لم يتدارك العقلاء من الاوكرانيين ذلك لأن الاقتصاد الروسي يعد قويا لأنَّ الصين بجانبه والنفوذ الإيراني، وكذلك يقابلها انعدام الثقة لدى العرب بعد الانسحاب من أفغانستان وحتى هذه اللحظة لعل الكثير لا يعرف سبب الانسحاب، ولكن سأقول لكم ما هو الذي كان ترجوه أمريكا بانسحابها هو الدفع بالمواجهة المباشرة مع إيران وروسيا كون طالبان تختلف مع ايران عقائديا ومع روسيا سابقا لكن تفاجأت بالعلاقات القوية للبلدين مع طالبان والدليل هما الوحيدان اللذان لم يخرجا بعد الانسحاب الأمريكي؛ لذا فالعراق موضع صراع خفي تارة وعلني تارة أخرى، واما تأثير الحرب الدولية بين كل دولة وأخرى فالتأثير واضح من الجانب الاقتصادي فالاقتصاد الريعي العراقي يجب السعي والعمل بشكل مباشر من قبل وزير الزراعة شخصيا والاشراف على زراعة الأراضي التي يمكن لكل من يستطيع زراعتها ووضع لجان مع توثيق ذلك العمل للوصول ارتفاع في المحصولات والنهوض سريعا لان الاحداث متسارعة، وكذلك العمل الجدي لغرض توسيع وتنويع الاستيراد وتنويع الدخل القومي والدخول في تحرك قوي لغرض استخدام عدة أوراق مع تركيا كونها حاليا بحالة حرب وضعف ومنها الاقتصادية والعسكرية، وكذلك الاستفادة من الوضع الشامي عامة سواء سوريا او الأردن او حتى لبنان، وبذلك يكون العراق في مرحلة دافئة لا فيها برودة الحرب الباردة ولا حرارة الحرب الدوليَّة.