ملاعب كبيرة

الرياضة 2023/01/22
...

كاظم الطائي 



أكدتْ البطولة الخليجية التي اختتمت قبل أيام في البصرة عن حاجة العراق لملعب هو الأكبر في العالم تزيد سعته على 150 ألف متفرج   وربما أكثر من ذلك بما يوازي حجم الاهتمام الجماهيري الذي فاق التصور في المنافسات الأخيرة. 

عدد اقترب من 100 ألف متفرج دخل ملعب جذع النخلة في ختام البطولة وعاد ضعف هذا الرقم الى خارج أسوار المدينة الرياضية وعدد آخر زاد على الثلاثين الف متفرج شغلوا كامل المقاعد في ملعب الميناء وحرص أضعاف ذلك من عشاق الكرة على عدم مزاحمة الضيوف ومن سبقهم للمدرجات واكتفوا بالمشاهدة عن بعد لكنهم كانوا أشد شوقاً لمتابعة اللاعبين والمنتخبات الزائرة في قلب الحدث. 

في مؤتمر صحفي قبل سنوات لوزير سابق طرحت عليه رأياً يخص الملاعب وأهمية توسيع مقاعدها لتواكب الشغف الجماهيري بحضور المباريات ولاسيما الدولية منها ولقاءات الفرق المتقدمة لكن الإجابة ذهبت خارج التوقع واستمعت الى قول قاطع بعدم جدوى ما طرحته من مقترح وفكرة والحجة ان الملاعب تكفي الحضور الا في حالات استثنائية ولا بد من إنجاز الصروح الموجودة في العراق  وهي بنسب متفاوتة. 

المشاهد المؤلمة التي تابعها الناس في كل مكان في الداخل والخارج ووصلت رسائلنا للفيفا والاتحاد القاري والخليجي وغرب آسيا عن شوق جماهيرنا للملاعب وتشجيع فرقنا في ديارنا بعد حرمان طويل على مدى عقود  بحاجة الى تدعيم وإضافات وقد زهقت أرواح جراء الزخم الجماهيري وتعرض عدد ليس بالقليل الى حوادث وإصابات بسبب السعي لدخول ملاعبنا وهي بسعة تصل إلى 30 ألف متفرج لأغلبها و65 ألف متفرج لملعب واحد هو جذع النخلة  لم تعد كافية.

نعم أن معظم ملاعب العالم لا تتخطى حاجز 100 ألف متفرج وأكبرها سعة ماراكانا البرازيلي الذي بني قبل عقود ويتسع لنحو ربع مليون إنسان وتم اختزاله الى أقل من ذلك ونرى ان جمهورنا يرنو لصرح يشبه ماراكانا ليستوعب رغبات جمهورنا وضيوفنا ولا يسبب للمنظمين الحرج والارباك ولا يحصل كما حدث في افتتاح البطولة وختامها وكاد ان يفسد كل التحضيرات والجهود واللمسات التي دامت لسنوات من أجل إظهار ملاعبنا بالصورة الزاهية 

والمناسبة. 

من الآن فصاعداً يجب أن يكون الاهتمام بإنشاء الملاعب الكبيرة بسعة تزيد على مئة ألف متفرج حفاظاً على أرواح جمهورنا واستجابة للشارع الرياضي في العراق وأثبتت النشاطات السابقة عن حاجته لصروح أكبر في ظل تزايد أعداد السكان والذي بلغ نحو 42 مليون بعد أن كانت نفوس العراقيين في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات تتراوح بين 6 الى 13 مليوناً ومع مضاعفة الارقام السكانية  يتطلب الحال بناء ملاعب كبيرة في العاصمة والبصرة والموصل ومحافظات أخرى ويمكن تطوير ملعب التاجيات ليكون بسعة أكثر من 100 ألف متفرج يخصص للبطولات واللقاءات الدولية ونرفع من قدرات ملعب الرصافة أو عمو بابا ليصل الى أضعاف استيعابه المقرر وهكذا الحال لملاعب أخرى مثل الشعب وميسان عندها سنضمن نجاحات أفضل أليس كذلك؟