حمزة مصطفى
شخصيا لا أعرف لا خالد جاسم القطري ولا يعقوب السعدي الإماراتي. عدم معرفتي بهما كونهما يعملان في مجال الإعلام الرياضي، بينما المجال الذي أعمل فيه هو الإعلام السياسي. خالد جاسم معروف بالنسبة لي عبر قناة "الكأس" التي لا أتابعها ولا أتابع مجلسه فيها، كوني لست معنيا بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد. خالد جاسم معروف لأن برنامجه معروف في أوساط المتابعين للشؤون الرياضية في العراق. اما الزميل يعقوب السعدي فأسمع به أول مرة. لكن ما أن أقيمت بطولة كأس الخليج العربي (خليجي البصرة 25) حتى "طك" اسم كل من خالد جاسم ويعقوب السعدي وتحولا من مقدمي برامج رياضية لهما مجالسهم ومجالسيهم إلى حديث المجالس والمواقع والكروبات والوكالات العراقية.
فعلى مدى إسبوعي البطولة تحول خالد ويعقوب إلى أيقونة محبة وود في قلب كل عراقي من اقصى شمال العراق إلى اقصى جنوبه. وفي الوقت الذي لا يمكن مصادرة جهود آخرين في الوصل والتواصل والتعبير عن الحب والمودة، التي بدا أنها كانت مفقودة أو معلقة لهذا السبب أو ذاك، لكن ما عبر عنه خالد ويعقوب عبر البرامج التي قدموها ومقاطع الفيديو التي نشرت لهما، والتي حازت على إعجاب العراقيين، إنما اختزلت كل صور ومعاني التواصل، التي بدت أنها لم تكن مفقودة ولامقطوعة، ولكنها كانت تبحث عن مناسبة تجمع ولا تفرق لكي تظهر على حقيقتها. فما كان يقال إن هناك تقصيرا إعلاميا وربما سياسيا على صعيد العلاقة بين العراق ومحيطه الخليجي خصوصا والعربي عموما، لا ينبغي النظر اليها من زاوية التقصير فقط على فرض وجوده. صحيح كان هناك قدر من تشويه للصورة متعمدا أو غير متعمد أو حذر أو حتى خوف، لأسباب معروفة، خصوصا بعد عام 2003، لكن ما أن أطلق أول حكم أول صافرة لانطلاق البطولة، حتى بدا المشهد مختلفا تماما.
من هذه الزاوية لا ينبغي النظر للأمر وكأنه عبارة عن اكتشاف قارة جديدة كانت مجهولة اسمها العراق. فلا خالد جاسم كريستوفر كولمبس ولا يعقوب السعدي ماجلان، بل هما عاشقان للعراق قبل أن يحطا الرحال على أرض بصرته الفيحاء لمدة إسبوعين. لكن الذي حصل أنهما حين جاءا إلى البصرة بكل هذا الحب وجدا من جسده في الطرف المقابل، وبالكيفية نفسها وهم العراقيون، الذين قابلوهم بأكبر كمية من الكرم والمحبة والاشتياق العفوي. لقد بدا أن الجميع مشتاق للجميع وهو ما فاضت به مشاعر الجميع والتي لخصتها عبارة ـ أغنية.. عين غطا وعين فراش.