ود حميد
كلنا اليوم وبالأخص الفئة الشبابية تمتلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأغلبنا يقضي معظم وقته بتصفح هذه المواقع، التي ساهمت بظهور فئة جديدة بالمجتمع، وهم المؤثرون وصناع المحتوى “والبلوكرز” والذي يضيع الكثير من وقتنا بمتابعة يومياتهم.
لكن هل لهم تأثير على المجتمع وأفكاره، وهل كان تأثيرهم إيجابيا أم سلبيا؟.
في الحقيقة وما لا يمكن إنكاره أن لهم تأثيراً كبيرا جداً في المجتمع، وفي أفكاره ومبادئه وأسلوب حياته، سواء بشكل إيجابي أو سلبي، فهناك الفئة الأولى والتي هي قلة قليلة حاولت صناعة محتوى هادف في مجالات الحياة المختلفة، وسعت قدر الإمكان إلى محاولة تطوير وتحسين وإفادة المجتمع والشخص المتابع لها، والفئة الثانية وهي الفئة للأسف الكبيرة والتي بدأت بنشر السطحيات والخصوصيات واللامحتوى، لأن الشخص نفسه لا يمتلك فكرة أو ثقافة أو أسلوباً أو محتوى يقدمه لهؤلاء المتابعين ويريد الاستفادة من حسابه بشكل تجاري، فكان الحل نشر الخصوصيات، سواء تلك الشخصية جداً أو تلك التي تكون في إطار العلاقات الاجتماعية وهذا ما يخالف بشكل كبير العرف الاجتماعي وربما القيمة الأخلاقية، هذا المؤثر أصبح في الأحيان الكثيرة يحاول إيهام المتابعين بحياته المرفهة والمثالية والسعيدة، بل ويجعل من أسلوب حياته أساسيات للمتابع، لكي يحصل على حياة سعيدة هو الآخر، متناسياً أن ظروف وأفكار وفلسفة الناس بأسلوب الحياة تختلف من شخص لآخر، لكن الطامة الكبرى اليوم ليست بتأثر الناس بهم فقط، بل يتعدى الأمر إلى أن متابعتهم بشكل يومي، جعلت العقل الباطن والأفكار لا أراديا تميل لأسلوب حياتهم وتستحضر طريقتهم في العيش، فاليوم بعض الشباب والمراهقين بدؤوا يتأثرون بهم ويقارنون بين حياتهم وحياة المؤثرين ويعتقدون عليهم الوصول لما يصل اليه المؤثر للوصول للسعادة والرضا، وإن خالف الأمر ذلك أظهروا تذمرهم وسخطهم من حياتهم، فمثلا يعتقد أنهُ يجب أن يمتلك السيارة الفلانية، التي يمتلكها هذا المؤثر ليكون راضيا أو يجب أن يمتلك مواصفات مقاربة لمواصفات منزله ويريد أن يحظى بشريك حياة مشابهة لشريك حياته، وعليه الذهاب برحلات وإجازات شهرية ليكون سعيدا.
وما يلفت الانتباه إلى أن أغلب ما يتباهى أو يحاول استعراضه هذا المؤثر هو في حقيقة الأمر لا يملكه ولا يعيش شعوره، لذا حل الموضوع الأساسي بالقناعة المصاحبة لتطوير الفكر وأسلوب الحياة، وليست القناعة المصاحبة للركود والتقاعس والعقلانية في التهام ما يعرضهُ المؤثرون، والأهم إدراك أن ما يُعرض ليس بشرط أن يكون حقيقيا ولا يمثل كل شيء، بل هناك أشياء في الخفاء ربما تكون هي الأعظم والأدهى، فعلينا في الوقت الحالي أن ننتقي من نتابع من المؤثرين؟
ونتاثر بأفكار وأسلوب وحياة من.