انتظار الأفراح

الرياضة 2023/01/25
...

د عدنان لفتة

خمسة أيام من الأفراح أمضاها لاعبو المنتخب الوطني ابتهاجا بإحرازهم اللقب الخليجي الرابع في تاريخ العراق والأول منذ 35 عاما، احتفالات شعبية وتسابق بين قادة البلاد والقوى الفاعلة لتكريم اللاعبين والاحتفاء بهم ومنحهم ما يستحقونه من الهدايا والأموال والهبات.

خطوات جميلة تؤكد الرعاية والاهتمام بالأبطال المتوجين، وأثر الفوز الخليجي الاجتماعي في أوساط المجتمع ومعالم السعادة التي رسمها بين الجميع.

وكعادة العراقيين في النقد والانتقاد هناك من عاب كثرة لقاءات التكريم والاحتفاء باللاعبين متسائلا عن قيمة البطولة، وانها ليست دولية أصلا وعدم مشاركة عدد من المنتخبات بفرقها الأولى، مستغربا من كمية الاحتفالات وماذا نفعل لو أننا أحرزنا كأس آسيا أو تأهلنا إلى كأس العالم !.

لأولئك السلبيين نقول: هي احتفالات عفوية لبلد عاش طويلا في كنف الأحزان ، بلد يتحرر من قيود الأخبار السيئة الجاثمة على سنواته دهرا من الزمن، ومن حقه اليوم أن يفرح ويطلق العنان لمشاعره فخورا بنهضة الوطن الذي بات قبلة الزائرين الخليجيين المنبهرين بكرمه، وطيبته، وأجوائه، وعشقه للحياة ومحبته لضيوفه.

لماذا تستغربون الاهتمام والتكريمات؟ هي جزء من عملية احتضان الكفاءات، وتأكيد الاعتزاز بما أنجزه أبناء الوطن، نعم إن البطولة ليست من التصنيف الدولي الأول لكنها بالنسبة لنا بوابة نحو الأمل، ومحفز للاعبين بأنكم ستحظون بكل ما يسركم لأي إنجاز تحققونه للعراق مستقبلا.

 ولأصحاب مبادرات التكريم والاحتفاء نقدم الشكر لكم للاحتفاء بالمتوجين وندعوهم إلى إكمال مبادراتهم القيمة بالالتفات أيضا لأبطال آخرين كانوا ضمن قافلة الإنجاز الخليجي، تذكروا ضحايا حادثة حافلة شباب سوق الشيوخ الذين خطفتهم يد المنون إثر حادث سير مرعب قبل وصولهم إلى البصرة لتشجيع منتخبنا الوطني، شمولهم بالتكريم أسوة بلاعبينا سيخفف قليلا من أحزان فقدهم ويشعر عوائلهم بأنهم في قلب الاهتمام والمواساة والوقوف معهم وكذلك في اعتبارهم شهداء ينالون حقوق مؤسسة الشهداء الحريصة دوما على الوفاء للعراق وأبنائه أينما كانوا.

تذكروا ضحايا التدافع قرب بوابات ملعب البصرة الدولي قبل المباراة النهائية لخليجي البصرة، ألحقوهم بقوائم التكريم وأغدقوا عليهم فأرواحهم فاضت حبا للوطن ومن حقهم على مسؤوليه أن يستذكروهم ويقدموا لعوائلهم العون والرعاية والاهتمام.

لاعبونا مطالبون بعد حفلات التكريم بأن لا يصيبهم الغرور وأن يحرصوا على العودة للعمل والتدريب باندفاع أكبر ومعنويات أعلى كي يواصلوا الطريق لاستعادة هيبة كرتنا وألقها.

ما زلنا ننتظر منكم تأكيدا وتعزيزا لإبداعكم في البصرة ، ونحن واثقون من أنكم ستحققون نجاحات أخرى في بطولات غرب آسيا في الإمارات وكأس آسيا في قطر وتصفيات كأس العالم 2026 تعزز قدراتكم التي ننتظر منها أفراحا أخرى تسعدون بها جمهورنا وشعبنا الذي عاش أياما خليجية جميلة ويأملون انتصارات جديدة ترفع الآمال وتبهج النفوس وتضع منتخبنا في القمة المستحقة الراسمة لغد مليء بالإشراق والتفاؤل والفخر.