طالب سعدون
ونحن لا نزال في بداية عام جديد يتبادر إلى الذهن سؤال قد تجد إجابته في الواقع، وإن كانت هناك استثناءات لكنها لا ترقى إلى الصورة التي يحملها عن الأعوام السابقة.. والسؤال هو كم من الناس ومنهم مسؤولون عملوا كشف حساب لذواتهم؟.. أين نجحوا.. وأين أخطؤوا؟ وكيف لهم أن يدخلوا العام الجديد بروحية وعمل جديد، يمثل حالة تطور ذاتية تنعكس على الأداء العام مثلما تعمل المصارف، فتتعطل أياماً نهاية العام لتراجع حساباتها وتقدم كشف حساب لعملائها.
هل اختلى المسؤولون بأنفسهم وراجعوا شريط حياتهم للعام الماضي.. ليعرفوا إن كان ما قدموه يناسب ما حصلوا عليه على المستوى المادي والاعتباري..؟
أسئلة كثيرة ومراجعة نقدية لرصيد الأعمال وليس للرصيد المادي.. أي كشف حساب للذات والاعمال وليس الاموال فقط.. ماذا قدم المسؤول والسياسي للوطن والمواطن ؟ وأين دوره في التنمية لتعبر البلاد إلى حالة أفضل..؟ وماذا قدم من مبادرات لتغيير نسبة الفقر، وهي في تصاعد مع كل أزمة كما حصل مع أزمة كورونا وأزمة سعر الدولار وغيرها من الاسئلة التي تتعلق بمبرر وجوده في المنصب؟.. وماذا قدم النائب لمجلس النواب، ليكون ممثلا حقيقيا للشعب ولدائرته الانتخابية؟.. كم مرة زارها؟ وكم مواطنا قابل؟ وكم مريضا عاد؟ وكم أرملة ويتيما وعاجزا ساعد؟ وكم طالب حاجة قضى حاجته؟ وكم مرة ظهر على شاشة الفضائيات ليس للاستعراض واثبات الوجود، وإنما بتصريح مثمر للوطن وللناس؟ وكم مرة سافر خارج العراق للراحة والاستجمام ؟ وكم مرة لم يرد على المواطن على الهاتف.. وكم.. وكم.. وكم.. إلى آخره من اسئلة لمحاسبة الذات ليخرج من كشف الحساب بحصيلة، هل ما قدمه من اعمال يساوي ما كسبه من مال وجاه وسلطان وأضواء.. عندها يكون ودع عاما براحة وأطمئنان إذا كان ما غنمه على قدر عطائه.. بعد أن عرف إن كان قد أوفى بتعهداته أم لا... وعلى قدر الدرجة التي ينالها بعد هذا الحساب يكون مقدار ما يكسبه؟ أليس الأجر على قدر المشقة؟ ومن أخذ أكثر من استحقاقه يبقى معلقا بذمته إلى يوم القيامة.
ومهما كانت النتيجة ورصيد الحساب المادي والاعتباري لأي مسؤول أو شخصية عامة.. تبقى شخصية العام وكل الاعوام هو من يمنح حياته ليحيا
الآخرون..
ذلك هو الشهيد... الذي ترك المال والجاه والمنصب من أجل المبادئ السامية، التي يؤمن بها دفاعا عن الوطن.. وشتان بين موقفين..موقف الايثار والتضحية من أجل هدف سام والبحث عن أفضل السبل لخدمة المواطن وموقف الاستئثار، واللهاث وراء منافع ذاتية والاستحواذ عليها بدون وجه حق
وإستحقاق.