طريق كاساس

الرياضة 2023/01/26
...

علي حنون


الذي طال الكرة العراقية مُؤخراً، في بطولة الخليج بنسختها الخامسة والعشرين المُتمثل بنيل تشكيلة منتخبنا الوطني الثناء نظير ظفرها باللقب، هو في الحسابات المنطقية لا يعدو كونه مرآة عكست الواقع ولا يخرج عن دائرة التوقعات، التي سبق وتكهن بها ثلة من المعنيين والمتابعين المُختصين، الذين اعتمدوا في تسويق رأيهم المُسبق على المُعطيات المُتوفرة وخاصة مع استثمار عاملي الأرض والجمهور وعوامل أخرى كان لها دورها في دفع عجلة عطاء لاعبينا إلى الأمام، وساهمت بتضافرها في تتويج الأسود وتمكينهم من البطولة، التي يُعد نيل لقبها - في ظل الظروف، التي تمر بها كرتنا الوطنية - إنجازاً نعتقد أنَّه سَيُؤسس لقادم جديد، ذلك أنَّ المُغاير في الأمر بدا واضحاً من خلال استيعاب لاعبينا لرؤية الجهاز الفني ومحاولتهم الجادة في تطبيق مفردات تلك الرؤية، واجتهادهم من أجل تحقيق النجاح.

ومع أن الجميع تلمس وجود رغبة كبيرة لدى المنتخبات الشقيقة في تسجيل الحضور الجيد والمنافسة على كسب الرهان في النهاية، إلا أن ارتفاع مُؤشر الجانب المعنوي لأسرة منتخبنا نظير المد الجماهيري والمؤازرة، التي دعمت عطاء لاعبينا كان لها الدور الأكبر في إصابة الغاية الأهم وهي نتيجة لاشك أنَّها تبقى محط إعجاب وثناء الجميع، لكن ذلك لا يُمكن أن يجعلنا نحلم بواقع أفضل في حال لم نقف على عديد الإرهاصات، التي خلفتها مباريات منتخبنا في البطولة..نعم حققنا اللقب لكن هذه الغاية لم يرافقها المستوى الفني الفردي المُتميّز وكانت هناك أخطاء رصدها الجهاز الفني، الذي أخذه كاساس في جلسات تقييم من أجل تلافيها في محطة الإعداد لبطولتي غرب آسيا المُزمعة في شهر آذار المقبل في الإمارات وكأس القارة الصفراء في قطر، وهذه حقيقة يجب الإيمان والاعتقاد بها لأنَّ الاعتقاد بأمر ما يدفعنا لأن نكون شركاء إيجابيين في مُؤازرة المنتخب الوطني وتوفير دعائم المساندة الإعلامية له.

نعي، أنَّ الجهاز الفني الإسباني ورغم المدة القصيرة، التي أشرف عليها في تدريب الفريق قبيل بطولة خليجي25، إلا انه تمكن من توجيه الضوء إلى عديد نقاط الوهن وسعى واجتهد من أجل تأهيل التشكيلة المتاحة ونجح إلى درجة متقدمة في تحقيق التوازن بين الفلسفة الفنية وبين قدرات اللاعبين المُتوفرين وهو ما جعل المنتخب يُصيب التفوق والفوز بالبطولة، ومع ذلك، فان كاساس يعلم أنَّ هناك عديد الوجوه المُحترفة، التي يُمكن من خلال تواجدهم أن يشكلوا إضافة لفواصل توفيق أكبر في قائمة الأسود..وهذا الأمر يُحتم علينا أن نمنح الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني الإطار الزمني، الذي يستحقه من أجل خلق تشكيلة قادرة على تحقيق النجاح على صعيد المشاركة في الاستحقاقات الدولية المهمة..ويقيناً بالإمكانات الفنية في ما يتعلق باللاعبين فان القائمة زاخرة بالأسماء سواء التي تواجدت ضمن تشكيلة خليجي25 أو الوجوه الأخرى التي تحتضنها المسابقات الأوروبية، وهذه موضوعة تجعل طريق التميز مُعبدة أمام كاساس، وبالمحصلة فان قادم كرتنا الوطنية فيه ما يُسعد المُحبين والمُتطلعين لقادم أفضل لأسود الرافدين.