ماذا بعد خليجي 25؟

الرياضة 2023/01/26
...

مظفر العقابي



أربعة عشر يوماً من ذهب مرت سريعاً على شعبنا وعلى أهل الخليج ضيوف البصرة والعراق وشمس الحقيقة التي ما غربت ولا مالت عن طيبتها وكرمها وسخائها... أخيراً انتهت الحكاية وعاد أسود الرافدين إلى سكة التفوق ولو من بوابة الخليج، بعد طول انتظار وغياب عن منصات التتويج استمر زمناً طويلاً عانى فيه أهل الكرة من شتى أنواع الانتقاد، وصلت أحياناً إلى حد القطيعة والزعل والشكوى إلى القضاء المحلي والدولي... سنوات عجاف مرت علينا ونحن نعلم أنَّ العراق يمرض ولايموت ولابد يوماً أن يعود إلى موقعه المناسب في سلم الإبداع والتفوق.. خليجي 25 شهد نجاحاً باهراً في جميع الأصعدة الإدارية والإعلامية والفنية، وانتصاراً مزدوجاً لبلادنا في حقيقة الحياة وسمو شعبنا بانسانيته وسلامه، بعدما حاول الأعداء عبر عقود من الزمن طمس هويته المسالمة الكريمة، ولكن مهنية إعلامنا وإعلام الخليج الاحترافي وما نقله عن العراق عموماً والبصرة خصوصاً أسهم بشكل كبير ومؤثر في إزالة أطنان من الصور والفرضيات ذات الايدلوجيات المتقدة حقداً عن حقيقة بلادنا المترامية الأطراف بثقافتها وشجاعة أهلها وإيمانها وإنسانيتها وحضارتها التي يستمد منها المواطن العراقي حاضره ومستقبله.. مشاهد الجماهير التي زحفت صوب البصرة وملاعبها التي عجزت عن احتوائهم  حركت المسؤولين عن إدارة البلاد عبر كل السلطات التنفيذية والتشريعية و جعلتهم ينصهرون في بودقة واحدة مع هذه الجماهير، ووعت أهمية الرياضة في حياة الشعوب وما لها من تأثير في تقدم البلاد ورفاهية الشعب وسعادة شبابه وشيبه وما تمتلك من سحر قادر على إذابة ثلوج الفتور والقطيعة مابين الشعوب والأمم وما تكريم أهل السياسة لكتيبة الأسود أبطال الخليج وعلى كل المستويات الحكومية والرسمية والشعبية إلا رسالة جلية لأهمية الرياضة في حياة شعبنا وأمتنا العراقية، ولذلك يجب إدامة هذا الشعور الوطني الكبير بمزيد من العمل الجاد عبر بوابة المؤسسات الشبابية والرياضية من خلال الاستعانة بمختلف الخبراء من العراقيين والعرب والأجانب القادرين على تطوير الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً لتكون مصدراً من مصادر الابداع العراقي العظيم في بناء الإنسان والوطن  وتحقيق الغاية السامية من وجودها في حياة شعبنا العظيم.. شكراً من القلب إلى أمنا البصرة أرضاً وشعباً ونخلاً وضفافاً، وشكراً إلى كل مواطن عراقي أو عربي أو خليجي أسهم في تكريس حلم استضافة بطولة الخليج في العراق.