راتبي الاشتراكي لا يكفي

آراء 2023/02/02
...




  نوزاد حسن

الآن فقد راتبي رشاقته، وأصبح مجرد رقم بلا قيمة. في السابق أي قبل ارتفاع الدولار كان الراتب يصمد قليلا في مواجهة ضروريات الحياة.

لكن مع ارتفاع الدولار تغير الوضع كليا. وبدأت الطبقة الفقيرة تشعر بخوف من الايام القادمة. انه الخوف من مجهول لا يعرفونه. لذلك يصرخ الجميع مطالبين الحكومة بالتدخل لانهاء ازمة ارتفاع سغر صرف الدولار. 

المواطن العادي يفهم حقيقة واحدة هي:استقرار سعر المواد الضرورية لحياته. ومع البطالة، وانعدام فرص العمل، وفوضى السياسة يكون من الخطر جدا اهمال صعود اسعار المواد الغذائية، والدواء وحتى اجرة النقل العام. 

لن يصمد راتبي الاشتراكي امام ازمة كهذه. وهذا ما يجعلني افكر بيأس بخط الفقر الذي اقف عليه، ويقف عليه آلاف من مواطني بلدي. 

لكن هواجسي الشخصية تشبه هواجس الآلاف ممن يعملون في قطاع العمل الحر، الذي يتاثر بحركة التداول التجاري. ومع كل الاحوال اشترك مع الجميع في حمل هم الخوف من زيادة صعود سعر صرف الدولار. وهذا الخوف مبرر في ظل وضع سياسي واعلامي يطرح جميع الاحتمالات، ومن ضمنها توقع لصعود أعلى.

يعرف المختصون بالشأن المالي وغير المختصين ايضا معنى عدم استقرار الوضع السوق في اي بلد. بكلمة بسيطة سيفقد البلد هويته الاقتصادية. ولن يكون المواطن البسيط هو المتضرر الوحيد جراء الركود، وارتفاع الاسعار بل سنخسر فرص الاستثمارات الضرورية لانعاش الواقع الاقتصادي. ويبدو أن حلم مجيء مستثمرين يسهمون في تغيير ركود الوضع الذي نعيشه، ما زال بعيدا عن متناول اليد.  

لنقل أن ازمة الدولار الاخيرة لم تكن متوقعة، ومهما تكن المبررات، فإن هناك تخوفاً أن تسوء الاحوال، ونشهد هيجانا في الشارع، ظهرت ملامحه في وقفة احتجاجية قرب البنك المركزي اثر اعتقال بعض من اصحاب مكاتب الصيرفة. ولا أستبعد أن تتسع قوة الاحتجاجات، لا سيما أن المواطن كان يعاني من مشكلات كثيرة، ثم أضافت مشكلة صعود صرف الدولار عبئا جديدا عليه. 

لكن هناك من يرى أن أفق حل هذه المشكلة ليس بعيدا عن انظارنا. وأن هناك إجراءات ستتخذ من قبل البنك المركزي لإنهاء هذه الازمة المخيفة، التي تهدد حياة الناس وسلامتهم. اذن لا بد من وقفة حقيقية تشعر المواطنين بأنهم في المنطقة الآمنة.