مشاعر الحب في العلاقة الزوجية

اسرة ومجتمع 2019/04/09
...

وجدان عبدالعزي
الحب عاطفة وجدانية تنبع من العقل والمثير لها هو الجمال، لذا لانجد بين الناس الجاهل أو الأكثر ذكاء إلا وتأثر فيها، وسعادة الإنسان لا تتحقق من دون عاطفة الحب، فالثروة مهما كانت طائلة لا تستطيع شراء ما يأتي به الحب، فهواحساس ينبع من الروح والعقل، وهو سمة للكرامة والقدسية والحق ومفتاح السر، لما هو أفضل في الحياة .والحقيقي منه هو خليط من ارفع المشاعر ويمكن له أن يرتفع بالروح إلى ارفع الدرجات، وهو ينسل إلى أحاسيسنا بخفة ومن دون استئذان سوى  رعشات التوافق والانجذاب التي تولد مشاعر المودة والحنان، والتي يبدو بها العالم أكثر جمالا مما كان عليه قبل أن نقع في الحب، ثم إذا ثبتت هذه العاطفة في الأعماق سرعان ما تنزع إلى فعل الخير وتنفجر ينابيع الطيبة في القلوب إلى ارفع مستوياتها وبمرور الساعات والأيام نجد أنفسنا، قد أصبحنا في شوق لسماع صوت من نحب، ولاشك أن الحب قد يحدث من أول نظرة، ثم يتصاعد محلقا، حتى كأن هناك قوة
 مغناطيسية تربط المتقابلين مع بعضهما،وتتعمق هذه العاطفة لتكون علاقة خاضعة لدراسة المتقاربات العاطفية والذوقية والميولات الاجتماعية،
 لذا على المرأة الشابة التي تجد نفسها منقادة لشاب ما، أن تقرر وتبرهن على هذا الانقياد، إذا كان الشاب يوازيها عقلا وأخلاقا ومكانة اجتماعية، فتتخذ القرار الشجاع في الاختيار،لان علم النفس يقول :(إننا غالبا ما نكون محبين للحب قبل أن نكون محبين لشخص معين) أي إننا إذا وجدنا الشخص، الذي فيه مواصفات الحالة، التي انجذبنا لها من خلاله فنحن ننجذب من دون شك ..واعتقد أن الحب يدفع بتفاهم الطرفين إلى إدراك الحياة ومعوقاتها ومحاولة حل المشكل، الذي قد يحدث من خلال الاقتران بهذا الشاب، ولاسيما أن الرجل الذي لايحترم نفسه إلى حد تحسين
 أوضاعه قبل الزواج نادرا مايجد أي سبب يدعوه إلى تكليف نفسه عبأ الزواج، وعلى المرأة أن تعي هذا قبل الاقتران واختبار عاطفة الحب وتحديدها ضمن هدف سامٍ في خلق علاقة تثمر أرواحا بريئة وهم الأطفال، فلابد من أب محترم ومستقيم وموفور الصحة
 والعافية .
وهنا من الطريف أن ننبه الى أن الحب لا يجب أن يكون أعمى، إنما أن يكون عاملا أساسيا في خلق علاقة تسودها مشاعر الجمال وتنتج سعادة حقيقية دائما .
إذن عاطفة الحب متوهجة، ولكن على الأطراف الحد من هذا التوهج بتحويله إلى العقلانية ودراسة النتائج دراسة قريبة من المنطق، فلا الشابة اللعوب تنفع للحب ولا الشاب المتقلب ينفع له، والحب شعاره المشاعر والأحاسيس، بمعنى أن الحب علاقة لم تقنن بعد، فعلى كلا الطرفين اختبار الآخر، كتخفيف من جيشان التوهج العاطفي المحلق عاليا وإخضاعه للنزول إلى الواقع المعاش، حتى تمتد جذوره الاجتماعية ويتحول إلى رباط مقدس يستحق كل تضحية وشعاره التفاهم والتعاون والتسامح ،
وهذه بمثابة المسيطرات الأولى قبل أن يكون رباطا مقدسا، وكي لا يبقى للتعاسة بابا تدخل منه، فالنصيحة المجربة تقول : (لا تتزوجي عن حب إلا إذا كنت واثقة من صحة هذا الحب، ويجب اعتماد الحيطة والحذر والتفكير السليم والهدوء، حتى يتجذر في أعماق الطرفين أي الشابة والشاب، لان انتقالهما من الحب الرومانسي إلى الحب العشرة يجب أن يكون قائما على الأخذ والعطاء، فقد تحدث حالات إشباع عاطفي ينتج عنه نقص في الحاجات الأخرى .وهنا تأتي قوة العلاقة لتدفع بتخفيف حالات النقص ودفعها إلى النمو والتصاعد، مما تعطي  دفقا لمسارات الحب في الاتجاه الصحيح، ناهيك عن إن الحب ليس حالة فكرية ثابتة، بل عملية تتغير بصورة مستمرة، وبما أن هذه العاطفة السامية مرتبطة بحالات الإنسان المتغيرة، فلابد للأزواج أن يعملوا تقييما بين فترة وأخرى لعلاقاتهم الزوجية وعلى أساس الطمأنينة العاطفية والاحترام والتفاهم والتآلف الجنسي والإخلاص، حيث تكون الثقة بساطا يستقبل حل جميع المشاكل الطارئة.