حقوق المرأة (الورقية)

اسرة ومجتمع 2019/04/09
...

عالية طالب
أقر الشرع الديني والتشريعي القانوني حقوق المرأة عبر تناول الكثير من المحاور التفصيلية التي تؤكد ان التشريع السماوي وعبر اختلاف الاديان  لم يغفل  ما يؤمن للمرأة حقوقا تحفظ لها كرامتها ومكانتها الاجتماعية والاقتصادية والاسرية ، وأوجد ضمن عبارة “ قوامون” اشتراطات تستوجب تفسير المعنى ولم يتركه سائبا ليدخل في متاهات الاستخدام الذكوري من دون وجه 
حق تشريعي.
“القوامة” تتحقق بما انفق الرجل على اسرته وهي من اولولياتها والا فإنها تفقد معناها التطبيقي حين يجلس الرجل معتمدا على دخل المرأة سالبا اياها حقها في الاستفادة من مدخولها اعتمادا على سطوته التي يجيد استخدامها حتى وان لم تتوافق مع معاني الرجولة 
الحقيقية.
سيدة في العقد الرابع من عمرها .. تبدو اكبر من عمرها بكثير تقول : منذ تزوجت وانا لا اتمكن من توفير ما احتاجه لنفسي بعد ان كان مدخولي لا تتدخل عائلتي في اوجه انفاقه، يوما بعد اخر اصبحت ابسط الاشياء من الصعب علي اقتناؤها وكلما حاولت افهام زوجي ان من حقي التمتع بمدخولي كنا ندخل في  حوار صاخب وخصام يستمر لايام حتى وصلت الى مرحلة القبول الاجباري لهذا الواقع الغريب تخلصا من مشاكل لا تنتهي، ما حز في نفسي انني اكتشفت بالصدفة انه يوفر راتبه او جزءا كبيرا منه ويجبرني على انفاق ما لدي وبالنتيجة بت بلا اية ضمانات  اقتصادية فيما هو يتمتع بوفرة مالية 
جيدة!!.
هذا الواقع هو ظاهرة تشترك فيها كثير من النساء بطريقة تجعلهن  يشعرن بالغبن من شريك اجاد استغلال الشراكة الزوجية ليصبح مستثمرا وليس شريكا في عقد يفترض فيه ان يكون هو المسؤول الاول على تأمين احتياجات الاسرة وما تسهم به الزوجة يفترض به ان يكون ضمن القبول الايجابي وليس الفرض القسري.
رجال الدين والتفسيرات الكثيرة تشير الى ان الزوجة حتى وان كانت غنية فليس عليها ان تنفق على بيتها وان ارادت ذلك فهو امر منوط بها وليس اجبارا من شريكها ، وان ما تنفقه يعتبر “ صدقة” تحسب لها وهذا امر رباني يعطي المرأة خصوصية لا تتوافر للرجل الذي قد يكون مستغلا لها كما في نموذج السيدة الذي
 اشرنا اليه.
وان كانت الحياة وتعقيداتها قد اوجدت نوعا من المتغير المجتمعي فرض نمطا خاصا في التعاملات بين الزوجين ، بسبب بطالة الرجل او عدم وجود دخل ثابت ، 
وهو واقع يستوجب على الزوجة عدم السلبية ومحاولة سد نقص احتياجات اسرتها بحدود امكانياتها المادية المتاحة ، لكنه في المقابل أوجد نوعا من العلاقات غير المتكافئة اجتماعيا وادخل الرجل في منطقة  لا تليق بمنظومة توزيع الادوار الاسرية واربك الكثير من المتعارف عليه في الموروث الاسري والتشريعي والسلوك الاجتماعي
 العام
كلمة الشراكة لا تعني الاستغلال ، وتفترض النوايا السليمة لتتمكن الاسرة من  بناء جيل قويم يعرف معاني الانسانية والتصرف السليم والمفترض في الحياة العامة والخاصة.