لم تعد سعدية محسن (53 عاماً) تتحمل الألم الذي يسببه لها العمود الفقري على الرغم من إجرائها عملية للنخاع الشوكي بسبب الانزلاقات الغضروفية المتعددة.. فالألم كما تقول ما زال يؤرقها وطبيب العظام الذي تراجعه أشار عليها بمراجعة عيادة الألم التي يمكن أنْ تسهم في تسكين ألمها وشفائها, وتقول: “راجعت د. ياسر حمندي/ جراحة عصبية – مستشفى ابن سينا وكشفتُ عن حالتي له، واتضح كما أعلمني أنَّ المشكلة تكمن في العصب نفسه للعمود
الفقري.
وبين لي أنَّ هناك أنواعاً من الألم المبرح الذي لا تنفع معه مسكنات عادية ولا جراحة أوليَّة ولا علاج طبيعي ويجب التدخل لعلاج الألم نفسه والذي تسببه الأعصاب عادة، ويمكن إزالة الألم بعملية زرع شريحة صغيرة في مواطن الألم مثل الحبل الشوكي وهي مؤقتة ومن ثم يتم توصيلها ببطارية دائميَّة لغرض حقنها بأدوية مرُخية للأعصاب والعضلات لتجنب الألم وتسكينه”.
التقينا الدكتور حمندي (جراح أعصاب وهو أحد الأطباء العاملين في عيادة الألم بمستشفى أبن سينا للعلوم العصبية) بشأن أهم الأمراض التشخيصيَّة التي يشكو منها مرضى عيادة الألم وعملها. يقول د. حمندي: “مثل هذه العيادات بدأت بالانتشار في مستشفيات بغداد الكبرى لتسهل للمريض المراجعة وتشخيص حالته وعلاجه، أما من هم مرضى عيادة الألم فهم المصابون بالشلل الدماغي التشنجي وإصابات الحبل الشوكي ومرضى سلس البول، إضافة الى مشاكل خارج العصب مثل الأورام السرطانيَّة بمختلف أنواعها فالألم هنا يكون مبرحاً ولا تنفع معه جراحة ولا مسكنات. وعلينا التدخل لزراعة شريحة في الأماكن التي يشكو منها المريض, كما تتم برمجة عملنا في متابعة المريض وإجراء عملية أولية للزرع وتثبيتها مرة ثانية، وهذا يأخذ وقتاً لمراجعة المريض، فهناك تعاونٌ مثمرٌ ما بين المهندس وطبيب التخدير والجراحة العصبيَّة، فضلاً عن المريض، لغرض زراعة وحقن الدواء بعد العملية للجسم كل شهرين عن طريق مضخة دوائيَّة، وبمرور الوقت يقل الألم بنسبة
كبيرة..”.
خدمات مجانية
وبخصوص المسكنات المستخدمة في المضخة الدوائيَّة التي تحقن في الجسم، يفيد بأنها تعطى للمريض عن طريق العضلة أو الوريد وبفعالية أكثر لأنَّ الدواء يصلُ مباشرة عن طريق السائل الشوكي، ويصل سعر المضخة الدوائيَّة الى 27 مليون دينار عراقي, والبطارية وشحنها لمريض سلس البول سعرها يصل الى 40 ألف دولار أما أجهزة تحفيز الحبل الشوكي فهي بسعر 60 ألف دولار وكلها تصل للمريض
مجاناً.
وعن أبرز المشكلات والمعوقات يؤكد حمندي “عدم وجود دعمٍ كافٍ للاشتراك في المؤتمرات والندوات العالميَّة والاطلاع العملي على آخر ما يتوصلُ إليه الأطباء في مجال العلوم العصبيَّة، وكذلك عدم حصول الأطباء بمختلف اختصاصاتهم للفيزا من الدول الأوروبيَّة وغيرها لغرض المشاركة الفاعلة في الميادين الطبيَّة الحديثة”.