بغداد: رغد دحام
تلقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء أمس الأول الخميس، اتصالا هاتفياً من الرئيس الأميركي جوزيف بايدن بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين وتنمية التعاون المشترك في العديد من المجالات، وتطرق الاتصال إلى الزيارة المرتقبة التي سيجريها خلال أيام وفد عراقي رفيع يرأسه وزير الخارجية فؤاد حسين إلى العاصمة الأميركية واشنطن، ويترقب العراقيون بآمال كبيرة تلك الزيارة وانعكاسها على الواقع الاقتصادي خصوصاً ما يتعلق بأزمة ارتفاع سعر صرف الدولار التي أدت إلى ارتفاع في أسعار المواد بالسوق المحلية.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أنَّ "الرئيس الأميركي أكد خلال الاتصال دعمه الثابت لعراق مستقر وآمن وذي سيادة، وتعاون البلدين الموسّع بموجب (اتفاقية الإطار الستراتيجي) بين الولايات المتحدة والعراق"، معرباً عن "رغبته في دعم رؤية رئيس الوزراء السوداني لمستقبل أكثر ازدهاراً للشعب العراقي".
وأضاف البيان أنَّ "رئيس مجلس الوزراء شكر الرئيس بايدن على التزامه بتعزيز وتطوير العلاقة مع العراق في المجالات كافة" مجدداً "التزام البلدين المشترك بالهزيمة الدائمة لداعش".
وتابع البيان، أنَّ "الرئيس الأميركي رحب بزيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الدكتور فؤاد حسين إلى واشنطن الأسبوع المقبل والتي ستُركز محادثاتها على الفرص الاقتصادية والتعاون في مجال الطاقة والمناخ".
ولفت إلى أنَّ"رئيس مجلس الوزراء والرئيس الأميركي اتفقا على أنَّ استقرار المنطقة يعتمد على استقرار العراق، وأنه لا يجوز استخدام العراق منطلقاً لمهاجمة جيرانه أو نقاط تواجد مستشاري التحالف الدولي ضد الإرهاب المتواجدين في البلاد بدعوة من الحكومة، وتم الاتفاق على البقاء بتواصل دائم في الأشهر المقبلة لتعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة". وأوضح البيان أنَّ "العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين انضم إلى رئيس مجلس الوزراء والرئيس الأميركي في الاتصال واتفق الزعماء الثلاثة على العمل معاً من أجل عراق ومنطقة تنعم بالسلام، بما في ذلك مشاريع ملموسة لربط المنطقة وتكاملها لتعزيز الازدهار للجميع وإدامة العلاقات الأخوية المتينة".
في غضون ذلك، يترقب العراقيون بحرص ومتابعة ما سينتج عن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها خلال أيام إلى واشنطن وفد عراقي رفيع برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين للقاء المسؤولين الأميركيين وإدارة البنك الفيدرالي الأميركي، وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أعلن عن زيارة وفد عراقي إلى واشنطن يضم وزير الخارجية ووزيرة المالية ومحافظ البنك المركزي.
وذكر عضو اللجنة المالية النيابية، جمال كوجر، في حديث لـ"الصباح" أنَّه "في جميع الأحوال، فأن الجلوس مع البنك الفيدرالي الأميركي له إيجابية وأفضل من المقاطعة بشكل عام"، ملخصاً تلك الإيجابيات بقوله: "تتمثل بوضع الفيدرالي الأميركي أمام الصورة الحقيقية لإجراءات الحكومة العراقية وخطواتها بخصوص ملف الحوالات والدولار، فضلاً عن الحوار بشكل مباشر وصريح وواضح مع الجهات المعنية كالبنك المركزي ووزارة المالية، ووزارة الخارجية"، وبين أنَّ "الحوار المباشر يذلّل الكثير من العقبات ويفتح الكثير من العقد". من جانبها، أكدت لجنة العلاقات الخارجية النيابية، أنَّ زيارة الوفد العراقي إلى واشنطن تحمل وجهي "النجاح والفشل"، معتمدة على تلبية الحد الأدنى من مطالب البنك الفيدرالي الأميركي.
وذكر عضو اللجنة مثنى أمين، في حديث لـ"الصباح"، أنه "مع تلبية الحد الأدنى من المطالب الأميركية يمكن أن تنجح الزيارة وأنَّ الأزمة ستنتهي ولن تستمر، ومن دون تحقيق الحد الأدنى من المطالب الأميركية لا يمكن النجاح لتلك الزيارة".
وأشار إلى أنَّ "المسألة تتعلق بوجود إرادة وطنية ليكون العراق قادراً على تحقيق الحد الأدنى من المطالب، وأنَّ المصالح الوطنية تحتم علينا السيطرة على تهريب الدولار، وأنه إذا لم تحقق تلك الإرادات ستكون هناك نتائج كارثية على البلاد". إلى ذلك، ذكر الخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي، أنَّ "ما سيقدمه الجانب الأميركي للعراق سيعتمد على المباحثات التي يجريها الوفد العراقي مع الحكومة الأميركية والبنك الفيدرالي الأميركي، وإبلاغ واشنطن ماهية مطالب العراقيين بهذا الموضوع".
وأوضح المرسومي لـ"الصباح"، أنَّ "استجابة الولايات المتحدة وتبسيطها للإجراءات من خلال تأجيل المنصة الإلكترونية لبعض الوقت حتى إكمال الاستعدادات الفنية؛ يعتمد على طريقة الحوار التي سيتبعها الوفد العراقي"، مؤكداً أنه "إذا لم تستجب الولايات المتحدة فأن الدولار متجه نحو الارتفاع على نحو حاد لقصور الإجراءات المتخذة لإيقاف نزيف العملة"، وتابع أنَّ "الحوالات الخارجية التي يدققها الفيدرالي الأميركي تمثل ٩٠% من اقتصادات العراق الداخلية".
تحرير: محمد الأنصاري