وسام محم
منذ ألف عام
تنجب ليلتي
وليدها الأخير
ترضع من سقف غرفتي
متكورة تنام مع الكابوس
فاعدامات الأجفان مرهقة
مواليد الحرب هي
غنائم جديدة
وأيام التقويم حبلى
كلها تُجهض مخيلتي
كلها مسروقة الذاكرة
الفصول تأتيني تباعاً
وفِي كل مرة لا اكون مستعداً
ولا اختار طريقة موتي
دون ان تزعجني سحابة
منذ الفية الرمد الثانية
لا ازال اقامر بوحدتي
ويلتهم سجيتي غبار الفصول
ولا يزال العالم يتقلص
في افواه العباد الصالحين
لا ازال انتظر فصلاً
يغادر سريره صباحاً
ليغني ..
للراحلين .، الضائعين
فصلاً في رواية
لا يحرم تفسيرها التائبين
لا ازال انتظر حماراً
يجادل صاحبة بقشة
وتعلن فيه صحيفة رسمية
عن موت الرئيس
لا ازال انتظر ربيعا ً
متلهفا ً للموت
لأنه أنهى عامه المئة
والتسعين
لطالما أتاني ذاك الربيع
معانقاً انفجارا ًمفاجئا ً
كي تكتمل المتعة
لا ازال انتظر شتاءً
يهربُ
قبل ان تطلق اول رصاصة .
مللت انتظار الخريف الذي يحضر
فيعلو التصفيق والاوراق تسقط
جميعها
بفك مرتخي
وتعود في صندوق
صدره ضاق ذرعاً
كل فصولنا غير متحضرة
لم تر َ ذاك الرداء
وتلك المربعات الملونة
متى تستلقي بجانبي
نفقئ عين الحرب
كلما أرادت
ان ترمقنا بنظرة
قبل ان يُتهم الشيطان
بالعزف المنفرد
في كل فصل
يطعن الفجر في ظهره
وتخنق الشمس بوسادة
وهي ترفض ان تنام عليها الآلهة
واعتذرت من القمر لمدة
أربعة فصول
فهي إلى الآن
تخاف عامها الأخير…
