هويدا محمد مصطفى

الكورال أو الجوقة هم مجموعة من المطربين مع أكثر من صوت لجزء معين، وتتشكل الكورال المختلطة في الغالب من النساء والرجال معا، وحصلت موسيقى الكورال في جميع الأوقات على مكانة مهمة في الحياة الموسيقية، والغناء الكورالي هو الشكل ذو الشعبية الأكبر للمشاركة في الفنون الأدائية لكل الأعمار ، سواء كانوا بالغين أو الأطفال، إذ إن الموسيقى عبارة عن فن وترفيه ومتعة، بالإضافة إلى كونها طلبا للجسد والروح،

 ويعتبر الاستماع إلى الموسيقى من الأمور الأساسية لجميع الثقافات، وكذلك يمتلك الكثير من الفوائد الرائعة ، التي لا تتلخص فقط في تحسين الذاكرة وتركيز الانتباه ، ولكن كذلك للتنسيق بين الجسد والتنمية، وقد استطاع الموسيقي بشر عيسى أن يصنع حالة فنية خاصة، إذ يمزج بين الأصالة والمعاصرة في الأغنيات التي يقدمها من خلال كورال(أرجوان).

استطاع الموسيقي بشر عيسى أن يحيي التراث الثقافي السوري وينشر الفرح والحب بشكل جديد ومختلف مع كورال أرجوان الذي أسسه عام  2015 واضعا بصمته المميزة بنشر ثقافة الفن الكلاسيكي والكورالي والتراث الشعبي المحلي العربي والعالمي إضافة إلى إنجازاته الموسيقية الأخرى، وعمل عيسى كعازف على آلة /الترومبيت/ في الأوركسترا (السيمفونية _الوطنية السورية) منذ عام 2002 حتى عام 2015 وقدم معها أكثر من /30/ حفلا داخل سورية وخارجها، وعمل أيضا لمدة /15/ عاما مغنيا من طبقة (تينور) ومديرا إداريا لـ (كورال _الحجرة) التابع للمعهد العالي للموسيقى بدمشق بين عامي 2013 و 2015 وشارك معه بأكثر من /60/ حفلا كوراليا منها /8/ حفلات بدار الأوبرا السورية وحفلات أخرى في لبنان والأردن والجزائر والإمارات وإيطاليا وأرمينيا .

بشر عيسى الحاصل على شهادة الماجستير في الهندسة الجيو تكنيلية من كلية الهندسة المدنية يحمل إجازة في الموسيقى، اختصاص رئيسي على آلة الترومبيت وثانوي على آلة العود من المعهد العالي للموسيقى بدمشق، وكان عازف ترومبيت ثالثا في أوركسترا الجاز السورية وشارك معها بنحو /9/ حفلات بين عامي    2008 و 2011 وعمل عيسى أستاذا ومحاضرا لمادتي الجمال وفلسفة الفن والموسيقى بالمعهد العالي للموسيقى وأسس كورال أرجوان متعدد الأصوات والموزع هارمونيا بجوقاته الثلاث (أطفال، يافعين، كبار).

ويضم الكورال أكثر من /250/ مغنيا ومغنية من عمر 7 حتى 50 سنة من ثماني محافظات سورية دفعتهم الحرب للقدوم إلى طرطوس ليجمعهم كورال أرجوان الذي يغني بأكثر من /20/ لغة عالمية، وعمل عيسى مدربا فيه مع عازفة البيانو الأكاديمية شذى طعمة وقائدا له ولحفلاته داخل سورية وخارجها .

وكان هدف بشر عيسى من تأسيسه إدخال ثقافة الكورال بمفهومها المعاصر إلى الثقافة الفنية في الساحل خصوصا وسورية بشكل عام شارحا هذا المفهوم الذي يعتمد على الغناء الجماعي متعدد الأصوات والموزع هارمونيا واعتبره غناء موحدا يحمل في طياته احتراما لقدسية الصوت البشري والتعامل الخلاق مع الموسيقى مع الحفاظ على الشخصية الفردية لكل مغن باعتباره صوتا فاعلا ومؤثرا بإنتاج العمل الفني والإبداعي المشترك.

وقد أسس بشر عيسى / جمعية أصدقاء الموسيقى في طرطوس عام 2016 وهي جمعية أهلية ثقافية تعنى بالموسيقى وتهدف لنشر الموسيقى الجادة الكلاسيكية العربية والغربية والتراث الموسيقي كما عمل من خلال كورال أرجوان على تكريس فكرة الغناء في الهواء عام 2018 وتقديم حفلات سنوية في الساحات والحدائق العامة وشوارع المدينة خلال فترة أعياد الميلاد ورأس السنة كما شارك معه بالكثير من الحفلات العالمية عبر الإنترنت خلال فترة الإغلاق بسبب فيروس كورونا .

وحصد عيسى /جوائز/ عدة، منها المركز الأول عن مشاركة كورال أرجوان للكبار بمسابقة الكورال للمهرجان العالمي (معا في القرن الحادي والعشرين) الذي أقيم في بلغاريا في شهر حزيران العام الماضي، والميدالية الفضية عن مشاركته في الكورال العالمي الذي أقيم في شهر تموز العام الماضي أيضا إضافة إلى جائزة (غصن الزيتون الذهبي) عن مشاركته بمهرجان (الكورال العالمي للمسرح) الذي أقيم عام 2019 في مدينة تسالونيك اليونانية، وحصل كورال أرجوان على الميدالية الفضية خلال مشاركته في مهرجان الكورال بالنمسا بمشاركة /300/ كورال من /55/ دولة حول العالم، وبشر عيسى يتحدث عن هذا الفوز قائلا : تلقينا رسالة من الجمعية الأوروبية للكورال ومقرها بولندا والتي تشرفت بالحصول على عضويتها في العام 2019 تفيد بأنه قد تم ترشيحنا للمشاركة في مهرجان الكورال للسلام العالمي بنسخته الحادية عشرة والذي يقام في فينا بالنمسا بعد فوزنا بجائزة المركز الأول في مهرجان الفن العالمي (معا في القرن الحادي والعشرين) الذي أقيم في مدينة صوفيا _بلغاريا ودعونا لإرسال عملين مسجلين لكورال أرجوان البالغين وكورال أطفال أرجوان للدخول في مسابقة المهرجان . وأشار عيسى إلى أن المهرجان مخصص للكورالات متعددة الأصوات، ويشترط تقديم الأغاني الموزعة هارمونيا إلى ثلاثة أصوات في الأقل ولهذا قمنا بإرسال تسجيلين مصورين (فيديو) لفئة كورالات البالغين المختلطة لأغنيتي (يالور حبك) وقد قمت بتوزيعها إلى 4 أصوات بمرافقة البيانو و(أسمر اللون) 4 أصوات من دون مرافقة موسيقية (أكابيلا) من توزيع إدوار توربكيان وقد تم تصوير وتسجيل هاتين الأغنيتن بشكل حي من قبل كورال أرجوان البالغين في متحف طرطوس (كاتدرائية السيدة العذراء الأثرية)، أما لفئة كورالات الأطفال، يتابع الموسيقي عيسى: فقد أرسلنا أغنية Cira ndero  _منخل القمح) أغنية برازيلية باللغة البرتغالية وقد قمت بإعادة توزيعها إلى ثلاثة أصوات بمرافقة البيانو وآلات الإيقاع ويتم حاليا التحضير لكورالات السيدات.