جماليَّات المرأة ومعاناتها في لوحات نسرين الملا

ثقافة 2023/02/08
...

 بغداد: وائل الملوك


أثارت الفنانة نسرين الملا من خلال معرضها الشخصي الأول الذي حمل عنوان «نساء الشواكة» معاناة المرأة العراقية بين المجتمعات المتعاقبة عبر الأزمان بأسلوب فني اتسمت فيه بالجراءة والجمالية اللونية في طرح الثيمة المراد ايصالها للمتلقي.

ولا يزال المعرض يشرع أبوابه بعد أن أفتتح من قبل كبار الفنانين التشكيليين والمثقفين والإعلاميين يوم الخميس الماضي على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي.

نسرين الملا خلال حديثها لـ «الصباح” قالت، إنَّ: تجربتي جاءت من منطقتي القديمة «الشواكة»، وقد اخترت مفردة النساء لأني تأثرت كثيراً بجلساتهن البسيطة، وهن يتقاسمن الحديث والتدبّر والمساعدة في ما بينهن، فلقد أتعبهن الزمن بسبب الظروف التي تعايشت معهن، فتكبدن مآسي الحياة بصبرهن وشموخهن، فأخذ الزمن يتعب الجسد 

والوجه». 

وأضافت: لكنني كنت أرى العطاء هذا، هو قمة الجمال عندي، فحاولت اختزال شكل المرأة بطريقة هندسية عبر تجاعيد وجوههن وملامح الجمال والرشاقة التي كانت لا تغيب، لافتة إلى أن المعرض الذي ضم 34 لوحة، غايته الدفاع عن حقهن في الحياة، وبأن يكون لهن رأي وأمان من المجتمع الذكوري الذي كان ولايزال. 

وبخصوص اختلاف أحجام اللوحات، أشارت إلى أن اختيار أحجام الأعمال كان يفرضه السكيج عندما أرسمه، سواء الشكل طوليا أو مربعا أو مستطيلا، صغيراً أو كبيراً، حسب الأفكار التي استوحيتها وتملأ مخيلتي، مؤكدة أنّها «تستعد بعد الانتهاء من معرضها الشخصي الأول إلى الشروع بفكرة جديدة أرسمها بأسلوب مختلف وسأعلن عنه بعد إنجازه”، وفقاً لتعبيرها.

من جانبه، أبدى الفنان التشكيلي محمد قاسم، إعجابه بما فرضته الفنانة في مقترحها الجمالي حالة من تأثيث العمل الفني ببعد تصميمي في نظام الشكل والتكوينات، وهذا ما تكشفه الاسكيجات الاولية والتي تحولت إلى أعمال اتخذت طابع التجريد وتخلص الشكل من مرجعياته الأولى، مؤكداً أن «صاحبة المعرض تعمل بإرادة التحدي والتخلص من كل ما يقيم لها حدود أو معايير اشتغال، فهي تعلن رحلة السفر التقني في المادة واختبار الحلول الأكثر فاعلية وجمال». 

فيما أشار مدير قسم المعارض التشكيلي في وزارة الثقافة، مازن منذر إلى أن المعرض احتوى على وحدة تشكيلية تجمع في جميع اللوحات المعاناة الإنسانية وحالات من الحياة عبرت عنها بطاقة لونية، أما الأسلوب الحركي من أفكار داخل اللوحة واستعمالها للألوان بشكل جيد يثبت بوجود الخبرة لديها على الرغم من أن هذا المعرض الشخصي الأول لها، متمنياً أن تكون هذا البداية الجميلة التي هيمن عليها البعد الفلسفي، انطلاقة لإقامة معرضها المقبل الذي سيكون بكل تأكيد ذي طابع إبداعي لايقل شأناً عن المعرض الحالي.