هيام سليمان
المعرفة تعدُّ أول حجر في التطور والتقدم الاجتماعي وهي اداة والوسيلة لجذب اهتمام مجتمعاتنا وشعوبنا وممكن جدا الارتقاء بتلك الشعوب والمجتمعات نحو سبيل أفضل وبرنامج أكثر حضارة ورفعة وسمواً إذا نقلنا معطيات المعرفة بقراءات نقدية متأثرة ومن تحليل وتفسير الظواهر والمسائل كافة ربطها بالواقع اليومي والحياتي المعاش، فالمخرجات حتما تكون قابلة للتجديد والتغيير والقفزة إلى الأمام ومن خلال علاقتها بالماضي أيضا، الماضي الزمن الذي أنتجها عبر تعاقب سطور التاريخ.
إذاً كيف ننمي ونفعل المدخرات العقليّة العربيّة بمنظور ايجابي وتقدمي متطور؟ نعم لا بدّ أن يجتمع على هذا المشروع والعمل والفعل عدة مكوّنات ووسائل وأدوات منها: الإعلام.
الناجع في صناعة وخلق رأي العام، وقيادته نحو طرق الاتصال الجديدة بالمعرفيات، وبما أن الأحلام الكبيرة تحتاج إلى عقيدة جذورها راسخة، وتحتاج عملا معززا متواصلا وجادا ودؤوبا في انتاج مشروع وإيمانا جمعيا وليس فرديا وتكاتفا حقيقيا بهذه الإرادة نستطيع أن نضمن تحقيق المعرفيات على أرض الواقع.
واليوم أصبحت الميديا اشتغالا حضاريا وعصريا فيه فسحة من الحرية والتعبير والتغيير، ومن ثم تعدُّ هذه الميديا المحرك الأوفر حظاً للفعل الايجابي عن طريق الإعلام والإعلان ويحصد حصة الأسد كما يقال في الأمثلة العربية، فضلا عن الدراسة الاكاديمية والشهادات العلمية والثقافية والتربية الوطنية والبيتية لأنّ التربية تشتغل على تنشئة أجيال مقبلة وقادرة على صناعة معرفيات شاملة، وحتما للبدايات دور كبير في خلق معطيات إيجابية.
ويأتي بالدرجة الأخرى من حيث الأهمية الثقافة الاجتماعية والرقميّة، إذ إن العمل على التحديث المعرفي يمتلك ثورة في إحداث قفزة نوعية توعوية لتعزيز التفاعل ما بين المجتمعات والأهداف المطلوبة، وذلك لتوليد طاقة جيدة وإيجابية.
فضلا عن الدعوة لانتشار ثقافة العمل الجماعي والطوعي وهنا يقف الوعي مسؤولا عن الإخلاص والأمانة الجماعيّة في رفد الوطن بكل الجهود المثمرة.
ومن أجل الحرص على الاهتمام باحتياجات مجتماتنا يتوجب علينا اتباع عدة طرق وممارسات لبناء المجتمع انطلاقا من الاهتمام بالبنية التحتية للفرد من وسائل وأدوات، إذ تحتاج المجتمعات الى كل ما هو مادي وافتراضي لبنية تحتية تنمو وتزدهر شيئا فشيئا.
ومرحلة التحديث المعرفي هي بحاجة إلى قيادة ورؤية وتطلّع نحو اشعال جمرة العمل المتكامل لخلق معرفيات تغيّر مصير البشريّة وبهذا التغير ممكن أن تتغير مجتمعات أو نُظُم اجتماعية أو كائنات بشرية، من حالة إلى حالة أفضل.
كاتبة سورية