ما هو الربيع العربي وكيف انتشر؟

بانوراما 2019/04/09
...

إيرين بلاكمور ترجمة: شيماء ميران
 
قادت موجة التظاهرات والاضطرابات المدنية التي اجتاحت العالم العربي الى بعض التغييرات، مبينةً قوة المتظاهرين السلميين.
ففي بداية شهر كانون الاول من العام 2010 هزت شوارع تونس تظاهرات مناهضة للحكومة، ومع مطلع العام 2011 انتشرت هذه التظاهرات وأصبحت تعرف لاحقاً بالربيع العربي، كما امتدت موجة الاحتجاجات والاضطرابات الى الشرق الاوسط ودول شمال افريقيا العربية، لكن التظاهرات المؤيدة للديمقراطية والتي انتشرت بسرعة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي انتهت بإسقاط حكومات تونس ومصر وليبيا واليمن.  ورغم أن المتظاهرين كانوا مستعدين لوضع قيادة ديمقراطية تنهي القمع الحكومي، الا ان الثورات قادت الى تسليح الصراع في بعض الدول وكان من بينها الحرب الاهلية التي اندلعت في سوريا وليبيا واليمن.
 
البداية في تونس
فبعد ان اقدم محمود بو عزيزي الذي يعمل بائعاً متجولاً على قتل نفسه مطلع العام 2011 بسبب مضايقته من قبل شرطية منعته من مزاولة عمله بدون حق، ما دفع التونسيين للخروج الى الشارع والتظاهر ضد فساد الحكومة واستبداد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي هرب الى السعودية بعد أن حكم تونس لمدة 23 سنة. ثم انتشرت تظاهرات تونس، التي وثقت ونشرت عبر الهواتف المحمولة، الى البلدان المجاورة، فاندلعت لاحقاً التظاهرات المناهضة لحكومة البحرين حيث طالب المتظاهرون باطلاق سراح السجناء السياسيين والقيام بإصلاحات لحقوق الإنسان، اما برلمانات كل من الكويت والاردن فكانت مستعدة للاستجابة للضغط الشعبي. لكن ليبيا اختلف وضعها، فاشعلت حملة الحكومة على المتظاهرين حرباً اهلية، وكذلك اليمن كانت فيها الاحتجاجات واسعة النطاق، اذ اثارت ازمة سياسية فأجبرت الرئيس اليمني على التنحي عن الحكم.
 
اليمن ومصر
اما القاهرة، وبالتحديد ميدان التحرير، فقد شهد هذا الموقع 18 يوماً من الاحتجاجات الضخمة التي جمّعت عشرات الآلاف من المصريين، مطالبين الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي عن الحكم، وفي النهاية اجبرت هذه التظاهرات المثيرة الرئيس مبارك الذي حكم مصر لمدة 30 عاماً على التنحي، وقادت هذه الثورة الى فوضى وعدم استقرار سياسي لمصر واستمر قمع مواطنيها.
واثبت حلم الديمقراطية ايضاً زواله السريع في سوريا حيث ان المتظاهرين السلميين المؤيدين للديمقراطية واجهوا رفضاً حكومياً، ثم انزلقت البلاد الى الانقسام وظهور فصائل العنف الطائفي، وتبعتها حرب اهلية تسببت بنزوح نحو نصف السكان ومقتل نصف مليون آخرين، كما فشلت التدخلات الاجنبية في ايقاف هذه 
الحرب.
 
انجازات الربيع
اول من استخدم تسمية الربيع العربي هم مذيعو الاذاعة والتلفزيون الاميركي المتحفظون، لكن توقف استخدامها لاحقاً، لأنها تسمية مغلوطة وغير ملائمة، ومنذ العام 2011 رفضت اهداف العديد من متظاهري الربيع العربي بسبب استعادة الحكومات الاستبدادية للسلطة وقمعها للحريات المدنية. ومع ذلك اظهرت الثورات قوة التظاهرات الجماهيرية والاحتجاج السلمي، مع امكانية وسائل التواصل الاجتماعي تأجيج الاحتجاج وإيصال اهدافه الى العالم الخارجي، وأظهرت ضجة الربيع العربي ايضاً للحكومات الاستبدادية وبقية العالم بان الملايين ممن يعيشون في الدول الاسلامية يؤمنون بحرية التعبير وديمقراطية 
الحكم.وقال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في حديث له سنة 2018 “ان الجدال حول العلاقة بين الاسلام والديمقراطية انتهى بشكل نهائي بمجيء الربيع العربي”. 
ومن الجدير بالذكر ان خاشقجي المنشق عن السعودية والذي كان يعمل كاتباً في جريدة واشنطن بوست قتل داخل السفارة السعودية في اسطنبول عام 2018.