تصريحات الجاني تثير حفيظة الصين

بانوراما 2019/04/09
...

 
أليس سو ترجمة: بهاء سلمان
 
 
شكل البيان الذي أصدره بريتون تارانت، منفذ حادثة اطلاق النار الجماعي في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، إثارة لدى الصين بوصفها دولة أثارت اعجابه، رغم بشاعة الجريمة التي ارتكبها، إذ مست الجريمة بشكل محدد ووثيق القيم السياسية والاجتماعية للصين.
فقد لفتت تصريحات تارانت انتباه الناس داخل الصين، مطلقة شرارة نقاش هائل حول احتمال تسبب سياسات الصين تجاه الأقليات الاثنية في الايحاء لأعمال ارهابية. وعلى صفحات شبكة ويبو (Weibo) (برنامج صيني مشابه لتويتر يخضع لمراقبة حكومية 
ضمنية)، وجهت عشرات المنشورات اللوم لوسائل الاعلام الغربية بتصوير الصين بمشاهد 
سلبية.
وكتب أحد الناشرين على موقع “واتس اون ويبو”، الذي يراقب وسائط الاعلام الاجتماعي الصينية، قائلاً: “الأشياء التي يعطيها مرتكب حادثة نيوزيلندا شأناً مهماً هو ما تبثه وسائل الاعلام الغربية حيال ما تقوم به الحكومة الصينية من ادارة لملف المسلمين في مقاطعة شين جيانغ. لقد تأثر هذا المجرم بما ينشره الاعلام الخارجي من أفكار تشير لكون الصين تناهض 
المسلمين.”
 
اعلام موجه
وتواجه الصين انتقادات واسعة بسبب اجراءاتها الصارمة ضد الأقليات المسلمة في مقاطعة شين جيانغ الغربية، فيما تقول الحكومة أنها تحارب الإرهاب. وعلى صفحات تويتر، جرى نقاش واسع وعميق بين المستخدمين الصينيين الذي يمكنهم تجاوز تحكمات الدولة بالانترنت، ويسكن العديد منهم خارج الصين، حيث أشار البعض منهم الى أن سياسات الدولة تجاه مقاطعة شين جيانغ هي سلوك سيادي تجاه الاثنيات.
أما مايكل أنتي، الصحفي الصيني الذي أرسل لقطة للبيان الرسمي، فقد علّق قائلاً أنه يعتقد أن تصريح الجاني قد استند الى فهم ضحل لماهية الصين كبلد “غير متنوّع” حيث تنبع قوته من تجانسه. يقول أنتي: “الصين الآن هي ثاني أقوى بلد في العالم، وهو يظن أنها تنجز ذلك بسبب كونها بلد واحد وأمة واحدة، لكنها تضم 56 أثنية متنوّعة، رغم ذلك يشكل 91 بالمئة من السكان قومية الهان.”
وواجهت الدولة الصينية انتقادات لإرغامها الأقليات بالاندماج ضمن ثقافة الهان، وخصوصاً مناطق التبت وشين جيانغ. ويعد إضفاء الطابع الصيني في الدين كأحد المقترحات الرئيسة للرئيس الصيني شي جينبينغ، لكن ليس من الواضح ان كان كاتب البيان على دراية بأيّ من هذه 
الأفكار. وكان الرئيس الصيني قد أصدر تصريحاً رسمياً أدان فيه الاعتداء الارهابي وأرسل تعازيه الى ذوي الضحايا.
بنفس الأثناء، نشرت صحيفة غلوبال تايمز، الصينية الشعبية التي تديرها الدولة، مقالة افتتاحية تنتقد فيها سيادة الجنس الأبيض كجزء من “القيم الغربية” التي تروّج لها أميركا. وقالت الافتتاحية: “السيادة للجنس الأبيض لا تعد ايديولوجية منعزلة، فهي تنتشر داخل المركزية الغربية وان عملية جعل الأشياء عمومية جاءت بسبب القيم الغربية العالمية. 
ينبغي على الغرب أن يكون شمولياً تجاه العولمة بدلاً من اقدامه دائماً على جعل منافعه الشخصية كأولويات، وفرض التفوّق الغربي كأمر مسلم
 به.”