آدم لوسنتي ترجمة: خالد قاسم
شهد العراق مؤخراً مواجهة مسلحة جسدت صراع الأجندات المتضاربة بين كل من الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وكانت حادثة تعرض مقاتلين من الحشد الشعبي الى هجوم مسلحي داعش قرب مدينة مخمور أثناء سفرهم بين الموصل وكركوك، قد اججت التوتر بين
الدولتين.
فقد طالبت القوات الموجودة هناك التحالف الدولي بقصف جبل قره جوخ حيث يختبئ الدواعش في كهوفه، ونفذ التحالف بالفعل ضربة جوية على الموقع، بحسب العقيد سرود برزنجي من قوات البيشمركة، التي تعتقد بضرورة بقاء الجيش الأميركي في البلاد للمساعدة بقتال داعش.
لكن التواجد الاميركي غير مرحب به من الجميع، وأبرزهم قوات الحشد
الشعبي. وتنظر تلك القوات وحلفاؤها داخل مجلس النواب الى ادارة ترامب بوصفها داعماً لتنظيم داعش كوسيلة لتبرير الوجود العسكري الأميركي، وفق نظرية
المؤامرة.
ومع محاولات داعش اعادة تثبيت نفسه في بعض المناطق النائية، ازدادت حدة التوتر بين الحشد الشعبي والقوات الأميركية، إذ يسعى قادة الحشد الى تشريع لإخراج تلك القوات من البلاد، خاصة بعدما أعلن ترامب خططاً نهاية العام الماضي للإنسحاب من سوريا وابقاء نحو خمسة آلاف جندي في العراق. وأثار ترامب غضب بغداد عندما برر تحركه بالقول أنه يريد وجود قوات أميركية “لمراقبة”
ايران.
وبذل العراق جهوداً للموازنة بين واشنطن وطهران وظهر ذلك مؤخراً خلال زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني الأخيرة والتي تضمنت لقاء مع المرجع الديني آية الله العظمى علي السيستاني. كان الهدف من وراء زيارة روحاني جلياً، مع ضغط ترامب الشديد لعزل
طهران.
سارع العديد من السياسيين القريبين من الحشد لاغتنام تعليقات ترامب، بعد تقارير عن تحرك دوريات أميركية في الموصل قبل أسابيع، ذكر متحدث باسم الحشد أنهم حذروا القوات الأميركية من تنفيذ أعمال مماثلة بالقرب من قطعاتهم مستقبلاً.
معركة مستمرة
من المرجح بقاء الحشد الشعبي طرفاً قوياً في النقاش المحلي المعارض للوجود العسكري الأميركي، حتى مع تنامي تهديد داعش.
دفعت انتقادات السياسيين العراقيين المتكررة للقوات الأميركية الحكومة الى توضيح الموقف بقولها ان غارات التحالف الدولي في البلاد يجب تنفيذها بعد موافقة مسبقة من
بغداد. يشتد الجدل السياسي مع أن محللين أمنيين يحذرون من توسع تهديدات داعش، اذ ينفذ مسلحو التنظيم الى العراق من سوريا عبر المنطقة الصحراوية الشاسعة على طول الحدود المشتركة بينهما.
ورغم اعلان بغداد النصر على داعش نهاية 2017 بخسارة التنظيم كل مناطقه، وتحرير الموصل بعد معركة دامية، لكن بعض قادة الجيش العراقي يقولون أن التهديد لم
ينته.العراق اليوم أكثر أماناً مما كان عليه عام 2014 في ذروة هجوم داعش، وبدأت الدولة بناء سور أمني على الحدود مع
سوريا.
لكن داعش ما زال يمتلك بعض القوة داخل المناطق المتنازع عليها التي يراها الكرد جزءاً من اقليم كردستان، حيث استعاد الجيش العراقي والحشد الشعبي السيطرة على كركوك ومخمور ومناطق أخرى من الاقليم سنة 2017.
لكن هجمات داعش في تلك المناطق ازدادت مؤخراً، وأيدت ذلك تقارير مركز الدراسات الستراتيجية والدولية مؤخراً.ومع تركيز ادارة ترامب بوضوح على بعض فصائل الحشد مؤخراً مثل حركة النجباء وغيرها (أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على الجماعة وقائدها)، يقول ديفيد ويتي، العقيد السابق في الجيش الأميركي والمستشار السابق لجهاز مكافحة الارهاب العراقي، أنه لا يعتقد بحدوث مواجهة مباشرة بين الجيش الأميركي والحشد
الشعبي.