رسائل التشويش الإعلامي

آراء 2023/02/19
...

 د.اسماعيل موسى حميدي

 

يشكل الاعلام الحر في الانظمة الديمقراطية وزنا كبيرا من خلال تفاصيل التواصل الحي مع الجمهور كرقيب للسلطة، شرط التزامه المهنية والحياد، فهو  يأتي لتصحيح الاخطاء لا افتعالها وتسويقها مشوهة للاخرين، وتنميط السلوك العدائي بين المكونات وامدادها بالصور المغلوطة عن الاحداث، ليكون الاعلام بذلك بابا واسعا يمر منه الفساد.

وللأسف رغم كل الذي جرى في العراق  في سنواته العجاف، ما زال البعض يتبع سياسة اعلامية تشكل نهجا عدائيا، وفق عقلية مخربة يتخذها كمبدأ للصعود على حساب التسقيط غير الموضوعي للآخر.

دون الاخذ بنظر الاعتبار الواعز الوطني وتغليب الصلحة الوطنية في الخطاب، وهذا ما نلحظه من خلال بعض مصادر الاعلام سواء على مستوى التواصل الاجتماعي أو على مستوى المحطات الاعلامية المعتمدة.

من خلال حملات اعلامية تفضح غايات من يقف وراءها ويروج لها. 

لاسيما ونحن اليوم نعيش في ظل حالة شد، تحكم مكونات السياسة ومتبنياتها في العراق،  سواء المشاركة منها في الحكومة أو التي لم تشارك، أو حتى على صعيد المستوى الشعبي.

حملات التشويش والتشهير هذه تغطي على الاعلام الحر وتحجب  بصيرته، بل وتفقده فرصة التقويم الموضوعي للمواقف والتحركات والفعاليات الحكومية التي ينتظرها الشعب ف ما يتعلق بالمصلحة العامة، وحلحلة الازمات التي يعانيها سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.

وهذا ما لمسناه من حملات اعلامية قبيل الزيارة المرتقبة التي سيجريها وفد عراقي رفيع إلى الولايات المتحدة إلى العاصمة الأميركية واشنطن، والتي يترقب الشعب العراقي بآمال كبيرة نتائجها، لما لها من علاقة في زيادة سعر صرف الدولار التي ادت إلى ارتفاع اسعار المواد بالسوق المحلية.

وهي زيارة مهمة تشغل أهميتها الطبقات المتوسطة والفقيرة في البلد.

استعجال النتائج ووضع الفروض السلبية المسبقة للزيارة والترويج بالأوهام، يؤدي بدوره إلى نتائج عكسية بل ويسهم في اضطراب سوق الطبقة الكادحة في البلد.

كذلك الحملات التي شهدناها قبل مدة ضد زيارة رئيس الجمهورية للمحافظات والمؤسسات الرسمية والاطلاع على مشكلات المواطنين وهو يصطحب  معه الوزراء وكبار المسؤولين، وزيارته لمخيمات النازحين، أوما سمعناه من ادعاء قطع موكب رئيس الجمهورية للطريق وتعطيل حركة السير، ليتبين في ما بعد ان هذه الحادثة لا وجود لها أصلا.

أو الحملات التي عشناها معا قبيل فعاليات خليجي 25 والتي روجت بفشل البطولة، وغيرها الكثير.

هكذا اساليب بالية باتت وكأنها تشترى وتباع، بذمم واقلام وألسن رخيصة تتخذ لنفسها مساحة واسعة تجول فيها باتباع هكذا سياسة اعلامية، لم نجد لها من غاية سوى قطع الطريق امام الاعلام الحقيقي باتخاذ دوره الموضوعي في الساحة، وإثارة الخلافات وتعقيد المشكلات وعرقلة الحلول وفتح باب التحريض في وقت يمر البلد بظروف عصيبة بكل تفاصيله ولا يتحمل كل هذه السيئات.

الاعلام رسالة داخلية تنفتح على  الخارج حتى وإن كان على المستوى الشخصي، فانها حتما ستؤثر في المسارات والتوجهات والانطباعات والميول، فاذا كانت هذه الرسالة مغلوطة فإن فاعليتها ستكون عكسية وتخرب واقعا بأكمله.