رائد محسن: الدراما العراقيَّة بحاجة إلى وجوه جديدة

الصفحة الاخيرة 2023/02/20
...

 بغداد: نوارة محمد


يصعب الفصل بين رائد محسن الفنان والمسرح، فالعديد من الناس يرتبطون بشكل وثيق بسماتهم الإبداعية ولا يغادرون المكان الذي ينتمون إليه. يصف رائد محسن هذه العلاقة قائلاً: "أنا ابن المسرح، إنه بيتي ودرعي الحصين وملاذي الذي لا أستطيع الابتعاد عنه طويلاً."

رائد محسن الذي ولد في بغداد عام 1962 يعد واحداً ممن منحوا المسرح العراقي ثقلاً وتاريخاً. عمل في التمثيل منذ أن كان شاباً فتياً ونال جوائز عدة، آخرها جائزة أفضل ممثل في مهرجان السينما الدولي في سلطنة عُمان عن فيلم "آخر السعاة" للمخرج سعد عصامي والكاتب ولاء المانع. يصف محسن هذه الرحلة بأنها "واحدة من أجمل التجارب، هناك في مدينة كربلاء ذُهلت لأول مرة بإمكانيات فريق العمل والاحتراف العالي لدى قادة المشهد الذين التقيتهم لأول مرة هناك، كُنا شغوفين وأظن أن هذه الجائزة هي الحصيلة الأولى."

أداء رائد محسن المميز منحه شهرة عربية واسعة لا سيما بعد سلسلة التجارب الطويلة بين التلفزيون والسينما والمسرح، ولعل أبرزها مسلسل "البقاء على قيد العراق" عام 2012 ومسلسل "سليمة باشا" عام 2012، ومسلسل "سقوط الخلافة" عام 2010، و"سور الضباب" و"أشهى الموائد في مدينة القواعد" عام 1999 ومسرحية "مواويل باب الآغا" عام 2002 ومسرحية "فاوست والأميرة الصلعاء" عام 1990 ومسرحية "ألف أمنية وأمنية" عام 1989و مسرحية "أنا لمن وضد من" عام 1988، ومسرحية "الإنسان الطيب" عام 1985.

ويرى رائد محسن أن عراق ما بعد 2003 لم يشهد تغيراً في المشهد الفني، والسينما العراقية ما زالت تراوح في منطقة المشروع الشخصي ومحاولات الشباب الشخصية تقف عاجزة عن مواجهة المعوقات داخل البلد، لأن الدولة العراقية غائبة عن الدعم في 

منطقة المشاريع السينمائية وعن تجارب الشباب السينمائية، كما يقول: هي مجموعة محاولات شخصية أثبتت وجودها في المهرجانات العربية والعالمية بحصولها على العديد من الجوائز بشكل عفوي.

ويتابع أن "السينما لغة العالم لكن التساؤل الذي يراودني كالكثيرين، هل تبقى السينما العراقية مرتبطة بموجة الهواة الحالمين الذين لطالما قدموا أنفسهم من خلالها وفشلوا في إيجاد تمويل لمشاريعهم في الداخل والخارج؟ ومتى ستنتبه الدولة لأهمية السينما والمسرح وتقوم بخلق الفرص وإعداد البيئة المناسبة لهما"؟.

رائد محسن الذي جسد أدوارًا مهمة على الشاشة العراقية يرى أن الدراما لم تشهد تغيراً واضحاً في السنوات الأخيرة، وصُناع الدراما العراقية يعتمدون وجوهاً مكررة منذ سنوات. ويضيف "نحن بحاجة لوجوه جديدة في الدراما العراقية، وكُتاب جُدد، حتى يرى العالم ما ينتجه العراق ويتعرف على أجياله الجديدة.