ضربت خسارة الزوراء غير المتوقعة أمام النصر السعودي، آمال وطموح الجمهور الكروي في مقتل، بعد ان راهن عشاق النوارس على فريقهم في تحقيق الفوز والظفر بالنقاط الثلاث والتمسك بصدارة المجموعة الاولى او الحصول على نقطة واحدة على اقل تقدير في البطولة الآسيوية، بيد ان حسابات الاستحقاق القاري جاءت بخلاف الواقع والتوقع وكشف هذا اللقاء المهم، عن مشاكل فنية واضحة، لاسيما في التنظيم الدفاعي وطرق بناء الهجمات وأساليب التحضير وطريقة الحيازة على الكرة والتحكم بأوقات المباراة، وبالتالي بات الجهاز التدريبي المشرف على الكتيبة البيضاء مطالباً في إيجاد الحلول الواقعية على أرض الملعب وعبر الوحدات التدريبية المخصصة، لمعالجة تلك الهفوات (الخططية الجماعية) او التي تتعلق (بشق تكنيك) اللاعب او (العمل الفردي)، لتداركها في مباراة الاياب امام الشقيق السعودي التي ستقام في الثالث والعشرين من الشهر الحالي وستحتضنها مدينة كربلاء .
إخراج الكرة
احدى المشاكل التي عانى منها فريق الزوراء في مباراة النصر السعودي اتضحت لنا وبشكل واضح هي صعوبة اخراج الكرة من مناطقه الدفاعية ومن ثم الشروع بالتحضير المريح المتسلسل الذي يبدأ من الخلف الى وسط الملعب ومن ثم الى الامام وربما يعود الى نظام اللعب الذي طبقه في هذا اللقاء الذي لم يخدمه عندما لعب بثلاثة مدافعين في الخلف على أن يتحرك لاعبا الطرف نحو العمق لتسلم الكرات او فتح جهتي الملعب عبر الانتشار وتوسيع جبهة التحضير والتدوير بسبب الضغط السعودي المتواصل على حامل الكرة وفي مساحات الزوراء الدفاعية الذي فقد الكثير من الكرات الممكنة والفرص المثالية للتحضير ولجأ الى الكرات الطويلة المرسلة الى طرفي الملعب او في العمق الى مهند عبد الرحيم او علاء عباس والسبب يعود الى قدرة الفريق في الحصول على الكرة وحيازتها ،اذ كانت نسبة استحواذ الزوراء 38 % في مباراة النصر وهي نسبة مقاربة لمواجهة ذوب اهن الايراني حيث بلغت الحيازة نحو 31 % بخلاف مباراة الوصل الاماراتي التي كانت مرتفعة لنحو 68 %.
أساليب التحضير
وذات الكلام يقال عن أساليب النوارس في التحضير وبناء الهجمات وكان مجموع التمريرات التي حصل عليها الزوراء 363 مناولة منها296 صحيحة والبقية خاطئة وهي لا تقارن بعدد التمريرات في مباراة الوصل الاماراتي التي بلغت 606 تمريرات كان منها545 صحيحة، بالعودة الى مواجهة النصر السعودي نجد ان معظم الكرات التي حصل عليها الفريق لحظة البناء كانت بواسطة الالتحامات المشتركة التحديثات الثنائية في وسط الملعب، أي الكرات المقطوعة وغلب على التحضير الطابع الفردي في الدريبل والدحرجة التي بلغت نحو 28 حالة تخطي نصفها خاطئة وتم قطعها او افشالها، اضافة الى ذلك حصل أبناء المدرب حكيم شاكر على 9 تمريرات أساسية (خطرة) التي تعرف بـ Key Passes أي هي التمريرات التي يحصل عليها اللاعب في الوضع الهجومي ولديه فرصة مثالية للتهديف بالتسديد على المرمى من دون ان يحرز أي هدف.
المرتدات والكروسات
وقد سنح لفريق الزوراء في هذه المباراة القيام بالانتقال السريع وقد عمل 19 هجمة مرتدة لم تكن فعالة باستثناء أربع حالات مؤثرة، وكذلك اعتمد خط وسط الزوراء على الكروسات المرسلة من طرفي الملعب الى منطقة الجزاء وأحيانا بعض الكرات الطويلة التي تلعب من الخلف، وبسبب عدم امتلاك الكرة والنسبة المنخفضة لحيازة الكرة وبالتالي لم نرَ التنوع في التحضير او تبادل الكرات القصيرة مع المراكز واستلام في الفراغات بين خطوط اللعب وتفعيل طرفي الملعب مع غياب الزيادة العددية في الامام وقلة الفوز او الحصول على الكرة الثانية ، أخيرا نقول ثقتنا كبيرة بخبرة الطاقم التدريبي في تجاوز هذه السلبيات العابرة، اذ لا تزال الفرصة سانحة في التأهل الى الأدوار المقبلة وسيعود الفريق الى سابق عهده وتحقيق الفوز في المواجهة المقبلة ان شاء الله .