هشام داوود
تحتاج الهند إلى فهم التحالف بين الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي تتخذ من تركيا وقطر مقراً لها، لأنها تعمل على دفع هذين البلدين واستفزازهما معاً لمعارضتها.
حكومة باكستان والمحـرضون الذين يقيمون خارج باكستان هم فقط، الذين يتم اعتبارهم مذنبين بالحرب الإعلامية ضد الهند ويتم وضعهم في دائرة الاتهام وحدهم وفي أي تهمة مهما كانت نرى أن أصابع الاتهام توجه صوبهم فقط، لكن في حقيقة الامر فإن الواقع يشير إلى أن هناك مؤسسات إعلامية في كل من تركيا وقطر، أصبحت أيضا مشاركة ولها دور ليس بالقليل في الحملة هذه، والتي من المؤسف في الوقت نفسه أن يتم اعتبار مثل هذه المعلومات المضللة المنتشرة على نطاق واسع ضد الهند مؤثرة في منطقة الخليج.
الجماعات الموالية لباكستان أو الموالية للصين مسؤولة عن نشر المعلومات المضللة هذه في منطقة الخليج، حيث تسعى هذه الجماعات إلى تقويض علاقات الهند مع دول الخليج، وغالباً ما تتضمن هذه المعلومات إدعاءات كاذبة بخصوص سجل الهند في مجال حقوق الإنسان واضطهاد الأقليات وعدم المساوات بين السكان لأسباب اثنية ودينية إلى جانب سياستها الخارجية، والغاية من وراء نشر هكذا نوع من المعلومات الكاذبة هو التأثير على الرأي العام والدفع نحو سياسة اكثر تشدداً مع الهند، ويمكن أن يتخذ هذا النوع من المعلومات المضللة أشكالا عديدة مثل الأخبار المزيفة أو نظريات المؤامرة.
من جهة أخرى فإن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة محظورة سبق وان تم حضرها في العديد من البلدان بما في ذلك مصر (البلد الأم لهذه الجماعة) وجماعة الإخوان المسلمين هي حركة سياسية واجتماعية أسسها حسن البنا في مصر عام 1928، وهدفها المعلن هو تعزيز القيم والمبادئ الإسلامية التقليدية وكان لها أثر كبير على التنمية السياسية والاجتماعية للعديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، ولا يخفى على أحد بأن الإخوان المسلمين، قد تم تصنيفهم كجماعة إرهابية وذلك في عام 2013، في حين تعتبرها العديد من الدول الأخرى منظمة متشددة ومتطرفة، اما تركيا اليوم وفي ظل حكومة الرئيس رجب طيب اردوغان صارت بمثابة مقرٍ دولي للإخوان المسلمين ويدعمها أمير قطر في الوقت نفسه، لذلك نجد أن كلاً من تركيا وقطر تستخدمان ورقة مسلمي الهند كوسيلة لتضليل الرأي العام العالمي والشرق أوسطي ومنطقة الخليج العربي.
وفقاً للأخبار الصادرة خلال شهر شباط من سنة 2021 فإن تركيا إلى جانب باكستان قامت بتشكيل جبهة إعلامية للغرض نفسه وقد تم تقديم هذا الادعاء من قبل منظمة تسمى الصحفيين الاستقصائيين في آسيا والمتوسط، وتم تأكيد هذه الجبهة من قبل معهد أبحاث الدراسات الأوروبية والأميركية، والتي أفادت بأنه قد تم ربط العديد من الصحفيين الكشميريين الباكستانيين والهنود بهذه الحملة.
إن وكالة الاستخبارات التركية بدأت العمل وبشكل وثيق مع الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني التابع لوكالة الاستخبارات الباكستانية، من اجل إنجاح عمل هذه الجبهة الإعلامية، وتعرضت القناة التركية الإخبارية الناطقة باللغة الإنجليزية لانتقادات شديدة، كونها متحيزة في تغطيتها ضد الهند وتنشر معلومات مضللة عن هذا البلد، ففي بعض الاحيان تم اتهام القناة بنشر معلومات غير صحيحة على الإطلاق حول سجل حقوق الإنسان وحالة الأقليات وخاصة المسلمين هناك، اذ قامت في بعض الأحيان بنشر مقاطع فيديو تخص خلافات بين الناس يظهر فيها الأمر إلى حد الضرب الوحشي وكل ذلك نتيجة خلافات شخصية في طبيعة الحال، لكن نشر هذه المقاطع يكون على أساس أنها اعمال عنف واعتداءات وقمع ضد المسلمين، كما وتعرضت القناة إلى انتقادات ايضاً بسبب الترويج لوجهة نظر مؤيدة لباكستان بل ومنحازة بشكل واضح في ما يتعلق بالنزاع حول إقليم كشمير.