مقترح للمزاوجة بين {الدوائر المتعدّدة} و{سانت ليغو}

الأولى 2023/02/21
...

 بغداد: هدى العزاوي 


يتصاعد الجدل السياسي هذه الأيام بشأن النظام الانتخابي الذي سيجري اعتماده وتطبيقه في انتخابات مجالس المحافظات التي تعهَّد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ضمن برنامجه الحكومي بإجرائها هذا العام، فبينما ترفض غالبية الأحزاب الجديدة والصغيرة العودة إلى "سانت ليغو" وتطبيقه في الانتخابات المرتقبة؛ ترفض الأحزاب التقليدية الكبيرة تطبيق نظام "الدوائر المتعددة"، وبين هذا وذاك؛ اقترح خبير في الشأن الدولي المزاوجة بين النظامين لتطبيق نظام نسبي عادل، وإنهاء الجدل السياسي بهذا الشأن.

وقال الخبير في الشأن الدولي، الدكتور حيدر سلمان، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "الواقع يشير إلى أنَّ هناك انتخابات ستحدث بحسب البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني في شهر تشرين الأول من هذا العام، ونتمنى الالتزام بهذا الموعد لأهمية مجالس المحافظات للكثير من المحافظات البعيدة عن المركز كالبصرة والموصل".

وتوقع أن تجرى الانتخابات المزمعة بشكل "سلس" وأنها لن تكون موضوع جدل بين الكتل السياسية بقدر الجدل على النظام الانتخابي النيابي، وأوضح أنَّ "المشكلة ليست بإجراء الانتخابات بالوقت المحدد، إنما المشكلة في اعتماد أحد النظامين سواء كان (الدوائر المتعددة) أو (سانت ليغو)"، مبيناً أنَّ "الأول (الدوائر المتعددة) إذا ما تم اعتماده سيسبب مشكلة بأنَّ الأرقام الصغيرة تأخذ مقاعد كثيرة، والنظام الآخر (سانت ليغو) بنسبة 1.9 يجيّر لصالح الكتل القديمة من التي تأخذ أكثر من استحقاقها، بمعنى أنَّ الأول (الدوائر المتعددة) يكرّس للأحزاب الجديدة بحجم أكبر من حقها، والثاني يؤسس لدكتاتورية الفئات القديمة على حساب الجدد، وكلا النظامين غير واقعي".

واقترح سلمان نظاماً وصفه بـ"الواقعي"، وذلك بأن يكون "هناك (تزاوج) ما بين النظامين بدوائر متعددة (أقل) و(سانت ليغو) بنسبة 1.1، على ألا تزيد هذه النسب لما فيها من مظلومية، وهذا هو النظام الوسطي الذي يمكن اعتماده للخروج من اللغط الذي يحصل بشأن النظامين، فكلا النظامين غير واقعي إذا ما تم اعتماد واحد منهما".من جانبه، قال الباحث في الشأن السياسي، الدكتور عباس الجبوري، في حديث لـ"الصباح": إنه "بما يتعلق بالآراء المختلفة بشأن الانتخابات في ما يتعلق بنظام الدوائر المغلقة أو الدوائر المتعددة، فإنَّ كل جهة لديها رؤية ومشروع وهذا المشروع لا يتم إلا من خلال الانتخابات".

وبين أنَّ "هناك جهات ترغب باعتماد الانتخابات على عدة دوائر، فعندما حصلت الانتخابات الأخيرة قسّم العراق على 83 دائرة، إذ إنَّ بعض الكتل لم تحصل على الأعداد التي ترغب بها وذلك بسبب الخطط غير الصحيحة التي اعتمدتها وأخفقت بالفوز عند ترشيح أكثر من شخص في الدائرة الواحدة، لذلك فإنَّ الأصوات جرى تشتيتها، بينما حققت بعض الأحزاب نتائج باهرة من ضمنها التيار الصدري".

وأشار الجبوري إلى أنَّ "في ما يتعلق بنظام (سانت ليغو) فهو مطبق على نطاق ضيق في العالم، وأغلب الدول رفضته كونه يجهض العملية الإصلاحية والتغيير، وذلك على اعتبار أنه سيأتي برئيس كتلة يحصل على عدد من الأصوات ويرافقه أعضاء لم يحصلوا على الأصوات الكافية".

ونوّه بأنَّ "الشارع منقسم؛ فهناك من يريد الإصلاح والتغيير، فيما تريد الكتل السياسية النجاح بالانتخابات، والجدل دائر بأنَّ (التيار الصدري) يريد (الدوائر المتعددة) والباقين يريدون (سانت ليغو)، وهذا ما لا يصلح للعراق لأنه سيأتي بنفس الشخوص، لذلك لابد أن تكون هناك رؤية من قبل مجلس النواب لمراعاة مصلحة العراق وعدم مراعاة مصلحة الكتل السياسية والأحزاب التي خسرت بالانتخابات والتي تريد العودة للقوائم المغلقة، والسعي وراء صعود أعضاء غير كفوئين إذا ما تمت إعادة نظام (سانت ليغو)، وهذه المشكلة حقيقية وسيدفع ثمنها الشعب".


 تحرير: محمد الأنصاري