متى يعاد زمن سليم البصري؟

الصفحة الاخيرة 2023/02/22
...

زيد الحلي 

قبل نحو سنتين، دعوتُ في هذا المكان إلى إعادة الحياة  للتمثيلية التلفزيونية العراقية، باعتبارها إرثاً فنياً، ما زال عالقاً في أهداب المجتمع، فحين يتابع المرء ما يبثه موقع (اليوتيوب) فإنه يجد الإقبال واضحاً على مشاهدة التمثيليات التي عرضها التلفزيون خلال السنوات الخمسين المنصرمة وما بعدها، لا سيما الهزلية منها، موشومة بأسماء أحبها الجمهور مثل: سليم البصري، خليل الرفاعي، راسم الجميلي، فخري الزبيدي، ناجي الراوي، محمد القيسي، رضا الشاطئ وأمل طه والقائمة تطول.. مثلما تطول أسماء برامج وتمثيليات مثل "تحت موس الحلاق" و"كهوة عزاوي" و "العرضحالجي".

لقد سعدتُ حينما جاء الرد على تلك الدعوة من الإخوة في شبكة الإعلام العراقي، بأن الشبكة عازمة على الأخذ بالمقترح، وستكون هناك سهرات بين أسبوع وآخر، تتضمن تمثيلية سهرة ذات خواص مجتمعية بإطار فكه، تتناول مختلف الجوانب الحياتية.

لقد مرت الأيام والأشهر والسنون، دون أن نرى تمثيلية تلفزيونية عراقية، تعيد البهاء للمشاهد العراقي، الذي أتعبته المسلسلات التي يعرضها التلفزيون، ولم يعد يتابعها بسبب ظروف العمل أو المتطلبات الاجتماعية، فربما يشاهد حلقة ثم يشاهد الحلقة الرابعة، وبهذا تضيع عليه الفكرة والتسلسل، ما يدعوه إلى تركها والبحث عن مادة أخرى في قناة أخرى!. 

 إن شهر رمضان يدق أبوابه علينا، وما زال في الوقت متسع، لذلك أعيد دعوتي من جديد، فأيام الشهر الفضيل تستحق أن نشاهد فيها تمثيليات تلفزيونية، تعيد لنا بهجة مفقودة في لياليه، بدل الحوارات السياسية التي تطل علينا، مثل رشاش لا يعرف أهداف رصاصاته، فبات المواطن يشمئز منها، لتكرار ضيوفها وصراخهم، وخلو مضامينها وافتقارها إلى حلول مرجوة.

 أدعو إلى عقد اجتماع سريع بين كتاب الدراما ومسؤولين من الشبكة ونقابة الفنانين، لبحث آليات الإسراع بإنتاج تمثيليات سهرة خفيفة الظل، تضفي فرحاً بات ضرورة ملحة، وبهذا نحقق فرصة عمل لكثير من الفنانين والفنيين، فهل يتحقق ما دعونا إليه؟.