جائزة الإمام الشهيد محمد باقر الصدر للتميز والابداع

ثقافة 2019/04/10
...

أحمد مهدي ابراهيم
 
 
أقامت مؤسسة دار الإسلام الخيرية حفل تكريم الفائزين في جائزة الإمام الشهيد محمد باقر الصدر للتميز والإبداع، بدعم واسناد جامعة الإمام جعفر الصادق (ع) في دورتها الثانية في ٦ نيسان ٢٠١٩ على قاعة الامام الصادق في مجمع دار الإسلام الثقافي ببغداد، إذ اختصت الجائزة هذا العام في الكتابة والتأليف حول شيخ البطحاء ابو طالب (رض) وأم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد (رض). 
والجائزة التي حملت شعار: (أبو طالب شيخ البطحاء ومؤمن قريش) استقبلت اكثر من 16 بحثا علميا، وفق معايير المنهج العلمي المتبع، اختارت لجنة التحكيم العلمية 5 أعمال أولى استحقت الجائزة التقديرية. إذ تناولت أبحاث المشاركين مختلف المناحي التاريخية والفكرية والأدبية في شخصية ابي طالب (رض) وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد (رض).
 وبعد مراجعة اللجنة المحكمة للبحوث المقدمة وقراءتها قراءة دقيقة متفحّصة ضمن ضوابط التحكيم العلمي، أعلنت بيان النتائج وفق المعايير العلمية والفنية المعتمدة لدى الجائزة. وهي حسب الآتي: 
أولاً: حظيت الدراسة الموسومة (أبو طالب نعمة الله على نبيه المصطفى (ص)) للدكتور عباس اسماعيل الغراوي بالدرجة التقديرية الأولى.
ثانياً: حظيت الدراسة الموسومة (أبو طالب في ضوء بيان الإيمان دراسة مقارنة) المقدمة من قبل الدكتور السيد راضي الحسيني بالدرجة التقديرية الثانية.
ثالثاً: حظيت الدراسة الموسومة ( قبس من حياة أم المؤمنين خديجة (ع)) المقدمة من قبل الدكتور السيد جاسم الناجي بالدرجة التقديرية الثالثة.
رابعاً: حظيت الدراسة الموسومة (بناء الشخصية في ديوان سيد البطحاء (رض)) المقدمة من قبل الدكتورة سجى جاسم محمد والدكتور أنور مجيد سرحان بالدرجة التقديرية الرابعة.
خامساً: حظيت الدراسة الموسومة (أبو طالب حامي الرسول والرسالة) المقدمة من قبل الباحث السيد أحمد المؤمن الحكاك بالدرجة التقديرية الخامسة.
 هذا وقد ارتأت لجنة التحكيم في الجائزة، تكريم البحوث الأخرى المقدمة من قبل السادة الباحثين المشاركين في الجائزة بهدايا تقديرية، كما أوصت اللجنة بطبع جميع البحوث الصالحة للنشر بعد تقويمها في كتاب جامع يصدر عن مؤسسة دار الإسلام لاحقاً.
 وشارك في هذا الحفل التكريمي الأمين العام للجائزة سماحة العلامة السيد حسين بركة الشامي، وذكر في كلمته التي افتتح فيها الحفل: (لقد كان أبو طالب مؤمن قريش يمثل حماية الرسول (ص)، وخط الدفاع الأول عن الرسالة في خطواتها الأولى، ولولا هذه الحماية والدفاع لما استطاعت الرسالة أن تشقّ طريقها وسط تلك الصخور والعقبات التي كانت تقف بوجهها وكادت أن تؤدي بها لو لا رعاية الله، إذ أنّه قيّض لها من يحميها ويدافع عنها بكل ما أوتي من قوة، فأبو طالب شخصية استطاعت أن تخفي إيمانها، وتحمي الرسول (ص) والدعوة الإسلامية باعتبارها الصيغة الخاتمة لرسالات السماء).
وقد ضمن الشامي في كلمته حديثا لأستاذه الإمام الشهيد الصدر عن أبي طالب، حيث يقول الصدر: 
(.. أبو طالب مؤمن قريش، وشيخ الأباطح، أحد كبار زعماء مكة، تلك الزعامة التي قامت على الفضائل والمكارم، ولم تقم على الأموال والتجارة والتسلّط، كفل أبو طالب الرسول (ص) صغيراً وحماه ونصره، وآمن به نبياً، تحمّل الأذى من قريش في سبيله، وقريش ما كانت تطمع بالنيل من رسول الله، وفي أبي طالب عرقٌ ينبض.
ولما توفي أبو طالب هاجر الرسول (ص) إلى المدينة بعد فقد الناصر الكبير، ويوصي أبو طالب بنيه بنصر الرسول والدفاع عنه، ومرة ينظر إلى الرسول يصلي وخلفه علي (ع) فيأمر جعفراً ولده بالصلاة خلف الرسول (ص) وتترقق عيناه بالدموع أزاء هذا المشهد العظيم) انتهى.
 كما شارك في الحفل رئيس جامعة الإمام جعفر الصادق (ع) الأستاذ الدكتور صبيح التميمي في كلمة جاء فيها: (ان البحوث التي قدمت من قبل المشاركين في الجائزة لهذا العام اثبتت ايمان ابي طالب ودوره في حماية الرسالة المحمدية والدفاع عن النبي الاكرم (ص)، وردّت على الابواق الطائفية التي تحاول الانتقاص من هذه الشخصية العظيمة والدعوة الإسلامية، ورجالاتها العظام الذين هيأهم الله تعالى لنصرة الحق ضد الباطل، لافتا الى ان الذين ينكرون ايمان ابي طالب انما يجرحون قلب رسول الله (ص) لان منزلته العظيمة تستدعي ان يدافع عنه رجل مؤمن مثل ابي 
طالب).
 وتضمن الحفل فقرة للباحثين الفائزين بالجائزة القاء خلاصة عن أبحاثهم امام الحضور للتعريف بها وبيان المنهج المتبع فيها، وذكر النتائج التي توصل إليها كل باحث. كما تضمن الحفل فقرات أخرى ثقافية مختلفة. 
وفي ختام الحفل تم توزيع الجوائز التقديرية بين المشاركين تثمينا لجهودهم العلمية، وتكريما لعطائهم القيم في خدمة احياء 
التراث.
وشهد الحفل حضوراً كبيراً من علماء الدين، ورجال الدولة، والشخصيات الأكاديمية والثقافية، وقنوات فضائية ووسائل اعلام مختلفة قامت بتغطية الحدث.
 هذا ويذكر أنّ (مؤسسة دار الإسلام الخيرية) وفاءً وعرفانا منها إلى الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) أنشأت جائزتها العالمية باسم: (جائزة الإمام الشهيد محمد باقر الصدر للتميز والإبداع). والتي تطلق كل عام، وتمنح للمفكرين والمبدعين، والناشرين، وصناع الثقافة عن مساهماتهم في مجالات التنمية، والتأليف، والترجمة في شتى العلوم والمعارف، وذلك وفق معايير علمية وموضوعية محددة. 
وقد تأسست هذه الجائزة بدعم واسناد من جامعة الإمام جعفر الصادق (ع) إذ تمنح للفائزين الأوائل جوائز تقديرية. تثميناً لما يسهمون به في رفد الساحة الأكاديمية والثقافية بالبحوث والدراسات في شتى التخصصات العلمية، لا سيما العلوم التي طرق أبوابها الشهيد الصدر (رض) كالفلسفة، والاقتصاد، والتفسير، والتأريخ، والفقه، والفكر الإسلامي، والتربية والتعليم. كما تخصص الجامعة درعا من الدرجة الأولى باسم الجائزة تقدم لكل باحث وكاتب أسهم في الجائزة أو المسابقة التي يعلن عنها. 
وتعقد حفلة الجائزة في شهر نيسان من كل عام تزامنا مع ذكرى استشهاد الإمام الشهيد محمد باقر الصدر وفاجعة رحيله وشهادته.
وللجائزة مجلس أمناء مسؤولٌ عن رسم الخطوط العامة للجائزة، لا سيما في الأمور العلمية والفنية المنصوص عليها في نظامها الداخلي. ويعمل مجلس الإمناء تحت إشراف وتوجيه رئيس مجلس الإدارة في الجامعة سماحة العلامة السيد حسين بركة 
الشامي.
كما أن للجائزة هيئة علمية تعمل على تنفيذ الخطط والبرامج المرسومة، ومتابعة كل مراحل الأعمال الموكلة لها من قبل مجلس الأمناء. وفي كل دورة تقوم الهيئة العلمية باختيار مجموعة من الشخصيات الثقافية، الأقليمية والعالمية المرموقة للعمل في لجان التحكيم بحسب موضوعات الجائزة المعلنة، على أن تبقى هويتهم سرية، حفاظاً على مصداقية ونزاهة عملية الاختيار. وتقوم الهيئة العلمية في الجائزة بالنظر في مقترحات لجان التحكيم، والموافقة عليها، ومن ثم يتم عرضها على مجلس الأمناء 
لإقرارها.
وقد أقامت دورتها الأولى في نيسان ٢٠١٨م وكانت حول أهم خصائص ومميزات مدرسة الإمام الشهيد الصدر، وشارك فيها ٢١ باحثا من حملة الدكتوراه والماجستير، وتم تكريم اصاحب البحوث الخمسة الاولى الفائزة، وكانوا خمسة منهم من الدكتوراه، وثلاثة من الماجستير.
إن هذه الجائزة وأمثالها من النشاطات الفكريّة والثقافية تعدُّ إغناءً لحركة الفكر والثقافة والتأليف في قضايا الأصالة والتجديد في مدرسة الإمام الشهيد الصدر الرائدة، وما أبدعته من معارف وعلوم ونظريات، ومازالت تحتاج إلى مزيد من البحث والاكتشاف واثراء الساحة العلمية والفكرية خدمة لتراث الأمة والشهداء وملامح آفاقها المستقبلية.