اللعب مع الصغار.. طاقةٌ إيجابيَّة للكبار

اسرة ومجتمع 2023/02/25
...

  بغداد: غيداء البياتي 

ينتظر علاوي وهو اسم الدلع للطفل علي ذي الستة اعوام شقيقته الشابة علا «17» عاماً بلهفة وشوق للعب معها، وهي ايضا لم تخفِ لـ»صفحة الاسرة والمجتمع» سر توقها لأخيها الصغير، وأفصحت عن رغبتها الكبيرة في الاستمتاع باللهو واللعب معه حال عودتها من المدرسة على ما تقول؛ وتضيف «أشعر أن من الضروري قضاء بعض الوقت في اللعب مع اخي الصغير، لا سيما بعد تناول وجبة الغداء، معتبرة ذلك أحد انواع الرياضة اليومية».

وعن الألعاب التي تلهو بها مع أخيها الصغير لقضاء بعض الوقت الترفيهي تقول علا «أفضل الألعاب الشعبية مثل لعبة الشرطي والحرامي، التي تجعلنا نلف المنزل ونختبئ، ثم نركض مسرعين، هربا من بعضنا كي لا يتمكن الاول من الامساك بالثاني، والأخير يرضخ لأوامر الاول، وهنالك لعبة الغميضان والاختباء أو حزورة الاحرف وغيرها، هذا النوع من اللهو يشعرني بالنشاط والحيوية، إضافة إلى الترفيه عن النفس، والابتعاد قليلا عن ضغوطات الدراسة».

عالمٌ طفولي 

ام علاوي « 46» عاما موظفة في وزارة التربية توافق ابنتها علا الرأي، بل وتنصحها دائما بالاهتمام في اعطاء الوقت الكافي للعب مع أخيها الصغير، فهي تؤكد أن لعب الكبار مع الاطفال يسمح لهم بأن يكونوا مبدعين، ويعطيهم ثقة عالية بالنفس، حتى أنه يطور مهاراتهم، وهذا النوع من اللهو له مردوده على الكبار ايضا، فالعب من الصغار يجعل الكبار يتركون عالمهم المتعب، ويتحولون إلى عالم الطفولة البريء والمرهف، ولا شعوريا نرى أنفسنا نتنطط ونركض ونلهو مع الصغار، وكأننا في عالم القوس قزح، وهذا ما يعود بالايجابية للنفس ويجعلنا نتخلص من الطاقة السلبية في اجسامنا». 

المعلمة في مدرسة المهج الابتدائية المختلطة رفقة شوقي تستمتع وهي تنقل تفاصيل مادة الرياضيات وطرق الحساب للطلاب، من خلال اللعب على ما تقول وتضيف:» التعلم من خلال اللعب هو من أهم وسائل التعليم، فمن خلال ما اكتسبته من خبرة خلال 13 عاما من التدريس في المدارس الابتدائية اكتشفت أن هذا الاسلوب هو الافضل والانسب لغرس العلم في عقول الصغار، كما أنه اسلوب يجعلهم يحبون الدراسة والمدرسة، لانهم لا يتلقون العلم فقط، بل إنهم يلهون باللعب والاستمتاع بتحضير الواجبات المدرسية.


تغذية خيال الطفل

استاذ علم الاجتماع المتقاعد من جامعة بغداد د. طالب السوداني قال إنَّ «لعب الام مع طفلها يعطيها القدرة على معرفة سلوكيات الصغير، بالتالي ستكون الأم قادرة على تحديد نقاط الضعف لديه وربما لديها ايضا فتحاول أن تصححها في حال وجود الخطأ، كما أن اللعب مع الصغار يساعد في بناء شخصيتهم مثلما يبني ثقتهم ويعززها بأنفسهم، واغلب علماء النفس يؤكدون ذلك، فمثل هذه الانشطة تساعد على الاسترخاء وتقلل التوتر العصبي عند الكبار، اما بالنسبة للصغار فتعد وسيلة مهمة يمكن اتباعها من الابوين في أوقات الفراغ، لتغذية خيال الطفل وتنمية قدراته الابداعية مثل لعبة الميكانو وطريقة بنائها أو لعبة الشطرنج، والحية والدرج والليدو، وغيرها من الالعاب الفكرية المسلية التي تساعد على تنشيط الذاكرة وتحسن وظائف المخ لكلا الفئتين». 

أكد د. طالب «ضرورة لعب الكبار مع الصغار لأن الالعاب الجماعية تعمل على تنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل، وتعلمه النظام والاحترام واتباع القوانين، كما تساعده في التعرف على مفاهيم الجماعة والانتماء وتكوين الصداقات، فضلا عن أن هذا النشاط يسهم في منع حدوث عقدة التمركز حول الذات لدى الصغار، وبالنسبة للكبار فهو مهم لأنه يسهم في كسر رتابة الحياة اليومية، ويعمل على حرق الدهون والسكريات من خلال الحركة المستمرة في اللعب، وهذا يساعد في المحافظة على اللياقة البدنية، خاصة اذا كانت الأم أو الاخوة لا يمتلكون الوقت الكافي للاشتراك في النوادي الرياضية».