بغداد: أوس ستار الغانمي
بدأت رقية حامد في 18 من عمرها، عندما اكتشفت موهبتها بالصدفة، من خلال ورشة فنية إلكترونية، ومن ثم أكملت مسيرتها مع القلم الرصاص والورق، وأيضاً عبر انتباهها المتكرر إلى لوحات فنية للرسامين العرب، التي تظهر عبر شاشة الهاتف المحمول ومحاولتها بطرق مختلفة التخطيط والنقل على الورق بشكل دائم وجميل وسهل، كما تقول "في ذلك الحين، كان لديّ قوة وإصرار وايمان بما أقوم به، حتى إن سمعت إلى ما يدور حولي من آراء الأهل والأصدقاء في مرحلة الدراسة الاعدادية، لذا ولد داخلي حافزاً متوسطاً جعلني بعض الوقت أختار أن استمر في هذا الطريق، وأكمل المسيرة الفنية في وقت كان يعكس بداخلي".
انطلق فعلياً مشوار رقية حامد ذات
الـ 20 ربيعا من العمر، من خلال المشاركة في العديد من لوحاتها في معرض جامعي في جامعتها "جامعة الفرات الاوسط التقنية"، حيث حصلت على إعجاب الكثير من الأهل والأصدقاء والرسامين والأساتذة الذي حضروا المعرض.
تشير رقية إلى أنها تلقت الكثير من التحفيز والتفاعل الايجابي من حولها، وحتى عبر منصات التواصل الاجتماعي، و"كانت تعليقات مثمرة ولطيفة جعلتني استمر"، وفقاً لتعبيرها.
ويضيف أن "المصدر الرئيس للإبداع الحقيقي، هو حب ذاتي ومعنوي ينبع من داخلي لما أرسمه واستمر بتشجيع نفسي لحين تحقيق أحلامي الفنية"، برغم من ابداعها لكنها لم تتأثر بأي شخصية فنية، حيث كانت تتمنى أن تكون ذات موهبة مثل رسامين العرب، كما تتابع "وإن أصبح في القادم أفضل مما أنا عليه الآن"، وما رأته من بهجة وحب وجمال في عيون مشجعيها وتقييمهم لما تنجز من فن، وهذا ما دفعها لبذل الجهود، لكي تصبح رسوماتها ذات قيمة فنية عالية وبمستوى مطلوب.
ترى رقية بأن بعضاً من لوحاتها يحتاج إلى أكثر من نظرة لتحديدها لأنها غالباً ما تعكس موضوعات معبرة عن مشاعر وإحساس لا يعرفه إلا من مر فيه، "وقد تكون أغلب لوحاتي راسخة في العقل منذ طفولتي حتى أصبحت قادرة على الرسم، وتضم اللوحات الكثير من الكلام" على حد قولها.
وتؤكد أن "معظم لوحاتي كانت تحمل شغف ومشاعر، وأغلبها تستطيع التعبير أو البوح بها للآخرين".
تبيّن رقية بأنها استخدمت القلم والورق في لوحاتها، لكنها تفضل الألوان الاكريلك وأقلام الرصاص، لأن هذه الألوان زاهية وواضحة وتعطي رونقًا في اللوحة ولا تقتصر على الرسم بالورق يمكن بواسطتها الرسم على أي شيء آخر، وتعطي للوحة جمالاً من نوع فريد ومميز، حتى تكمل الرسمة، أما الرصاص يحتاج لمهارة لأنه يعتمد على لون واحد لإبراز تفاصيل اللوحة، لذا يحتاج لدقة واتقان وتركيز لتوضيح وتشكيل اللوحة بشكل مثالي، يعطي الشخص مساحة أوسع للإبداع والابتكار، بسبب التركيز العالي والدقة التي يحتاجها يمكنه تخليص الرسام من الفوضى التي تسيطر عليه، أيضا يمكن رسم تفاصيل دقيقة به.
ويمنح الرسم، بحسب رقية، مساحة خاصة، للتأمل الراحة الهدوء، الانعزال عن فوضى الحياة، لغة للروح الصامتة، بلسمًا لها، طبطبةٌ عليها ولأنها لغة الروح، فكل لوحة بشكل عام تحمل من روح رسامها ومشاعره.
أما فائدة الرسم بالنسبة لها، فتقول: لأنه فن، يساعد على التعبير
بعيدًا عن اللغة يتيح للشخص التعبير عن مشاعره من دون قيود، أيضا يحسن من الحالة المزاجية للشخص، يعلم تجديد الأفكار والتركيز ويزيد من الانتباه بشكل واضح، يجعلك تنظر للحياة من جوانب مختلفة كليًا عن الاتجاهات، التي كنت تنظر لها سابقًا.
وتشير رقية إلى أن الرسم دواء للروح.