علي الكعبي: عدسة كاميرتي وسيلتي للتعبير عن هموم الناس

ثقافة 2023/02/27
...

  حوار: محرر سينما

لا يجد المخرج السينمائي الشاب علي الكعبي المولود في السماوة 1988 غير عدسة الكاميرا للتعبير عن هموم وتطلعات الناس، فأخرج أفلاما وثائقية وروائية قصيرة، أبرزها: {شاش}، {وذهان}، و {ولادة شهادة} محدثا حراكا بصريّا في حاضنة تكاد تكون قاحلة، برفقة صناع سينما شباب، وبمباركة المخرج العالمي هادي ماهود.. سينما {الصباح} التقت الكعبي فكان هذا الحوار:

 * متى جذبتك السينما الى سحرها الذي لا يقاوم.؟

 - منذ طفولتي، وأنا أتابع بشغف الافلام السينمائية، واتساءل دائما عن كيفيّة صنعها وتصويرها، واتيحت لي فرصة دراسة كل هذا، في معهد الفنون الجميلة/ قسم السينما، الذي تخرجت منه في العام 2008، وقتها قدمت أطروحتي بمشاركة أحد زملائي، حيث اخرجنا فيلماً بعنوان "الخيمة" الذي نال اعجاب أساتذتي وحصل على جوائز مهمة، ثم بدأت المسيرة وتجارب متلاحقة في صناعة الافلام.

* بمن تأثرت في بدايتك الاولى؟

 - استهوتني السينما العالمية والهوليودية بشكل خاص، لكني كنت معجبا بصناعة الافلام القصيرة، اذ تأثرت بالمدرسة الروسية وكذلك السينما الاسيوية، اللتين يتوافر فيهما عنصرا المفاجئة وتغير المسار الدرامي.

 * ما الذي تعنيه صناعة الافلام عندك.. خصوصا وان ثقافة السينما في السماوة وعموم المحافظات -عدا بغداد - تكاد تكون محدودة؟ 

 - تعني لي صناعة الافلام الكثير، فما تلتقطه عدسة كاميرتي في صناعة المشهد، مرآة عاكسة للازمات والمشكلات التي يعاني، المجتمع والانسان العراقي، وإظهارها بأسلوب سينمائي رشيق وممتع، ثم طرحها امام المجتمع والمعنيين للمعالجة، واتفق معك ان السماوة - حالها حال المحافظات- تعاني من تراجع في كل المجالات والسينما بضمنها، لكننا نفخر بوجود مخرج عالمي مثل هادي ماهود، فضلا عن وجود صناع سينما شباب متحمسين استطاعوا انتاج افلام قصيرة وثائقية وروائية واستطاعوا ترسيخ ثقافة السينما من خلال تنظيم مهرجان سينمائي يخص السماوة، فضلا عن اقامة عروض وورش لتطوير الثقافة البصرية .

* حدثنا عن تجربتك والمعوقات الانتاجية التي واجهتك.. وكيف عالجتها؟ 

 - بعد إخراجي لفيلم "الخيمة"، الذي هو مشروع تخرجي في معهد الفنون جميلة، وكان انطلاقتي الاولى لأفكر بشكل جاد من اجل تكوين فريق عمل متناغم يعمل معي مجانا، فأنتجنا افلاما وثائقية بلا ميزانية، بعدها حانت فرصة لإنتاج فيلم روائي قصير، بعنوان "ولادة شهادة" (2014) يتحدث عن بطولة الجيش العراقي والحشد، ثم اخرجت فيلم "المادة 30 "(2015)، بعدها اخرجت "ذهان"(2018)، الذي يتحدث عن جرائم داعش.. هذه الافلام شاركت في مهرجانات وحصدت جوائز، معتمدا على قدراتي المتواضعة وفريق عملي.   

* تعاني صناعة الافلام في بلادنا من عدم وجود دعم وتمويل لإنتاج افلام الرواية، حسب المعايير الفنية والتجارية، واقتصارها على الافلام القصيرة، التي لا يشاهدها الجمهور، لماذا يحدث هذا؟   

 - بصراحة الخلل في المؤسسات المختصة، التي تعتمد المحسوبيَّة والعلاقات الخاصة، ما قلل من فرص حصول المخرجين الناجحين الشباب على دعم صناعة فيلم طويل، كذلك انعدام او تقادم البنى التحتية لصناعة السينما العراقية .

 فليس من المعقول صرف مبالغ على إخراج فيلم من دون وجود سوق، فمعظم الافلام التي انتجت لم تحقق أرباحا، بل حتى ان الكثير منها لم يعرض وصارت نسيا منسيا .

 * هل هنالك حلول عملية للخروج من هذه الأزمة؟ 

- نعم هنالك حلول للخروج من المأزق، اهمها من وجهة نظري واهمها، تهيئة بنى تحتية والقضاء على المحسوبية والعلاقات واعطاء فرص متساوية للمخرجين الشباب الناجحين، وكذلك وجود شركات منافسة تتكفل بالإنتاج والتسويق.    

* حدثني عن مشاركة افلامك في المهرجانات الدولية والمحلية، وماذا تعني لك؟ 

- شاركت في العديد من المهرجانات المحلية والدولية وحصدت جوائز عديدة ومهمة، حتى أنّ فيلم "شاش" حصل على 17 جائزة دولية ووطنية، وهذه الجوائز تمثل لي مكافأة معنوية، وهي ثمرة تعب وصبر واجتهاد، واصرار على تقديم الافضل، علما ان معظم افلامي تسوق بجهد شخصي وهي مشكلة اخرى تضاف الى مشكلات صانع الافلام العراقي، فعدم وجود شركات تسويق، وان وجدت فهي تحتاج الى مبالغ كبيرة، ما جعل التعاون معها بعيد المنال.

* شاهدت فيلمك "شاش" وكان فيلما مؤثرا، وكانت رسالته صادمة رغم واقعيتها، واعجبني جدا أداء الممثل اياد الفيصل، ماهي ظروف انتاج الفيلم والمعوقات التي واجهتك في اخراجه؟   

 - حضرنا للفيلم لأكثر من عامين، فبعد اعداد السيناريو وانضاجه، صورنا في السماوة داخل منطقة عشوائية فقيرة، وكان الامر ليس سهلا، فهذه المناطق لا يسيطر عليها بسهولة، وقضينا ثلاثة ايام تصوير في ظروف عصيبة جدا، لكني وفريق عملي كنا سعداء لأننا استطعنا نقل معاناتهم وهموم من خلال رؤية سينمائية مؤثرة، وقد لا تصدقون ان ميزانية الفيلم لا تتجاوز الـ 2000 دولار.

 * يلتجئ معظم صناع السينما الشباب الى العمل في الفضائيات، التي تسهلك موهبتهم، الا القلة، ما رأيك بهذه المعضلة؟ 

- الحقيقة نطمح ان يكون هناك دعم للسينمائيين، لكن في الوقت الحالي، شبه مستحيل لأن الأجواء في أروقة الدوائر المعنية والنقابات غير صحي جدا. ومن حق السينمائي ان يبحث عن مكان عمل ليعيش وهذا الواقع.

 * حدثنا عن مشاريعك المقبلة؟

- الآن جاري التحضير لفيلم جديد، كتابة السيناريست احمد طالب، وهي فكرة ورؤية مختلفة، تحمل هدفا ومعالجة انسانية بنفس الاسلوب المعروف عني الفيلم، وسيصور في بادية المثنى.   

 * كيف تقيم النشاط السينمائي في السماوة، وهل وجود مهرجان في المحافظة ضروري من وجهة نظرك؟. 

- النشاط السينمائي في السماوة جيد جدا نسبيا، بالمقارنة مع المحافظات الجنوبية، ومهرجان السماوة هو الوحيد في المحافظة، وعلى الرغم من بساطته وفقره، الا انه خلق حركة سينمائية وإعلامية في المحافظة، وهو من وجهة نظري فرصة مهمة للشباب السماوي في الانطلاق من خلاله محليا ودوليا.

 * تجربة المخرج هادي ماهود اللافتة والغزيرة الى اي مدى اثرت في تجارب الشباب؟ 

  - هادي ماهود .. هو كبيرنا، نتعلم منه دائما، ونطلق عليه "ملك الفيلم الوثائقي العراقي"، فهو من صانعي الافلام المهمين على مستوى العراق.