بيروت: جبار عودة الخطاط
معلومات مكثّفة تم تداولها في الـ24 ساعة الأخيرة بشأن تسوية رئاسية مرتقبة قبل شهر تموز المقبل، ويبدو أن باريس - والتي تظهر بأنها معنية أكثر من غيرها بالأزمة اللبنانية- تقوم منذ أيام بخطوات استكشافية لإطلاق حراك جديد لوضع صيغة توافقية على طاولة النقاش الرئاسي وأنها تحظى بدعم مصري وأن جهدها حتى الآن لا يصطدم برفض أميركي.
ووفقاً لما حصلت عليه "الصباح" من معطيات أمس الأحد بأن السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو قد تواصلت ضمن هذا الإطار مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في مسعى منها لإحداث خرق فعلي في الاصطفافات السياسية الحادة، وتقول المعلومات بأن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أوفد نجله النائب تيمور جنبلاط ومعه الوزير السابق وائل أبو فاعور إلى الرياض لوضع الرياض في صورة الاتصالات ومعرفة رأي المملكة في مسألة الأسماء المتداولة للرئاسة ولاسيما طرح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية وكان لافتاً التسريبات التي خرجت من عين التينة مؤخراً والتي تشير إلى موقف متقدم للسفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا على هامش لقاء سابق لها مع رئيس مجلس النّواب نبيه بري بأن واشنطن لا تمانع انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية!.. إلى ذلك أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب "أن الانتخابات الرئاسية في ظلّ هذا المجلس ليست مستحيلة، وسنصل إليها عاجلاً أم آجلاً. سنتّفق ونصل إلى تجميع 65 صوتاً لأحد المرشّحين، وحينما نتجاوز الـ60 صوتاً سيجتمع المجلس ويكتمل النصاب، وأنا ضدّ الفراغ. مع أيّ إنسان يصل إلى سقف الـ64 صوتاً، وبين هذا المرشّح أو ذاك سأصوّت لملء الشغور" وأضاف" خلال زيارتي للولايات المتحدة الأميركية التقيت بمستشار الأمن القومي جايك سوليفان، الذي لم يقابله أيّ مسؤول لبناني منذ 6 سنوات حيث أشار إلى"أنّهم لا يتدخّلون بموضوع رئاسة الجمهورية ولا بأسماء المرشّحين. ليس لديهم مرشّح ولا حتى "فيتو" على أحد. قالوا: "انتخبوا الرئيس إن وجدتموه ملتزماً بهذه الخارطة، وسنساعده وندعو جميع الدول التي نمون عليها إلى مساعدتكم" وأضاف بوصعب" أنّ "البلد مشلول، فالحكومة لتصريف الأعمال، وثمّة فراغ في سدّة الرئاسة. ما نفعله اليوم يُختصر بـ"تحضير الأرضيّة" إلى حين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة، أقلّه نكون بذلك أمام "خشبة خلاص" ننطلق منها. أمّا الانتخابات الرئاسية فيمكن أن تبصر النور في غضون شهر من اليوم أو ربّما يمتدّ الفراغ ستّة أشهر إضافية. لا أحد يعلم" . في السياق أشار النائب هاني قبيسي إلى أن "كل ما نسعى إليه هو رئيس توافقي يسعى إلى الوحدة الداخلية ويكرس السيادة في الدفاع عن الوطن". وانتقد الأطراف السياسية التي تنتظر حلول الخارج بقوله :"ينتظرون خمس دول في باريس لتصدر القرارات، وهذا تنازل حقيقي عن السيادة، عندما نختلف في بلدنا يتفقون علينا"، وأضاف "دعا الرئيس نبيه بري كل الأطراف والكتل النيابية إلى الحوار لنتفق على رئيس توافقي، رئيس يرضى به كل اللبنانيين يكون على مسافة واحدة من كل الأطراف. رئيس يجمع ولا يفرق ينبذ الطائفية ولا يكرّسها" وأردف "في لبنان نعيش في ظل دولة ضعيفة مترهِّلة تحتلها الطائفية والغطرسة والسعي إلى المناصب، فتترك القضايا الستراتيجية ويسعى بعض الساسة والأطراف السياسية لكي يحققوا مكاسب شخصية، وفي ظل هذا الواقع لا نستطيع أن نتراخى أو نتراجع فقد تحولت مواقف البعض على الساحة السياسية إلى مواقف ملتبسة مشبوهة لا تمس الوطنية بصلة" .