صاحب الضويري جزالة الشعر وعذوبة الإلقاء

ثقافة شعبية 2019/04/12
...

نوال جويد
 رغم جزالة شعره وعذوبة الفاظه وعمق صوره الشعرية.. كان  صاحب الضويري  خجولا ومترددا حينما حث الخطى في بداية سبعينيات القرن المنصرم لعالمه الشعري الواعد حيث انشد يقول:
 
الماي شال تراب لو مر على التراب
ولو جره بين الصخر يحله ويطيب
وأحنه مثل الماي صفانه العذاب 
ولو شرب من عدنه المعلعل يطيب
 
تعد تجربة الضويري قاسية.. وحزنه يوازي شغفه.. عشق بكل خلايا جسدة ولم يبلغ مراده ..حاطت به الخيبات وغربة الروح الخانقة واليأس:
 
يفر بيه الوكت فر المحاجيل 
ويشمرني ابعيد ابحر المشاكل
واخذني الروج عتّ وحدّر السيل
يلن چفي غده من الفوج عاطل
 
القصائد رزينة البناء وذات عذوبة جمالية عالية، قرر ذات يوم حزم حقائبه مقررا الرحيل.. تخلى عن أشعاره وندمائه، بسبب العشق الذي سكن ذاته ولم ينل منه الا الوجع وقحط اللقاء..لم يتوقف في المحطة التي اختارها، حتى انه ظل يتغنى بالمحاولة الاولى للرحيل دائما..
 
ماكو اسهل من الموت گل لليخافون
محد وصفلياه شافنه العيون
 
حتى يقول اصدقاؤه ممازحين له .. هل ستعيد الكرّه ثانية ابو مهدي .. وهي الكنية التي كان يناديه بها المقربون رغم انه لم يتزوج.. كان رده .. ان الشجاعة لم تطرق بابي مرة ثانية.. وإن طرقتها سأعيد الكرة..
وأنشد يقول بصوته الخشن الرجولي:
 
كل ليلة احث أعله السفر محملي 
وآخذ متاع من الشراب أبعجل 
 
كان غريباً أمره.. مفتوناً بالحياة متشبثاً بالموت.. يعشق اصحابه وليالي الشعر والسمر وعزف العود.
وكانت له محاولة ثانية للانتحار في السابع والعشرين من تشرين الاول عام 1985 حتى انهى الضويري حياته بارادته ونجح بها حاملا معه سر شقائه وسر عناده في اختيار نهايته المبكرة..
 
وآنه وحياتك ماعرفت الهنه
ولا لذ لي بكل الخلايچ حسن
مشدوه ابني وهم اكول انبنه
بيت السعادة ولنه ليه سجن