تسميات مختلفة

اسرة ومجتمع 2019/04/12
...

فرح دوسكي 
 كل ما تتمناه العائلة العراقية هو لقمة  لذيذة مشبعة وغنية بما تحتويه من عناصر تفيد صحة الفرد اليومية ، هذه العناصر التي غزت عقول هذه الاجيال بتسميات كثيرة وسرعة سندويش على المآشي اينما حلوا خارج بيوتهم ،علما ان  اكثر الامهات عاشت سنينا لاتعرفها ولم تسمع عنها ايضا جداتنا الفاضلات وهنّ المربيات اللائي قدمن الكثير الكثير من انواع الأكلات الشعبية العراقية بمختلف اصنافها اللذيذة( واخص بالذكر هنا طبخة الدجاج) أمي وجدتي المتخصصتات بعمل التشريب ذي النكهة الخاصة وبطريقة بسيطة جدا على نار هادئة او شيه في التنور خلال إعداد الخبز على نار جمره، كنّْ خبيرات بفطرتهن المعتادة لهذه الوجبة . والذي نراه يتصدر قائمة الماكولات في المطاعم وبأسماء مختلفة كثيرة تزين اطباقه وطريقة اعداده(هو نفس المصدر اي هو الدجاج) بكامل لحمه والذي نرى له تسميات ما انزل الله لها بسلطان في جميع المطاعم العالمية والمطاعم التي غزت بلدنا اسماؤها الغريبة ( الدجاج المحمر بالبارميزان - شيش طاووق بالفرن- الشاورما السريعة - صينية الدجاج بالزبادى -صدور الدجاج بصوص كريمة -المشرووم باستا بالدجاج المشوي-  الارز الكابلي بالدجاج- طاجن الارز بالدجاج- دجاج في القاع الاماراتي- مقلوبة الدجاج بالباذنجان - كبسة دجاج )وغيرها العشرات من التسميات التي تجعل من المواطن العادي والبسيط في حيرة طلبه عند دخوله اي مطعم عراقي، بعدما  تَعوّد الإنسان الأكثر استهلاكا له هنا بالعراق ان يميزه بنكهة عراقية خالصة خالية من الزفرةّ ..لنتوقف هنا قليلا ونسأل : هل بات مصدره معلوما للجميع ؟ إم نكتفي بمعرفة التاجر المستورد له بكل تفاصيليه الاستيرادية! دولته وصلاحيته لستهلاك البشري، طريقة ( ذبحه ،تجميده،توزيعه،الدعاية له ، تسويقه على مناطقنا الشعبية كغذاء انساني) وما الى ذلك من تفاصيل صحية تحت يافطة (صالح -انتهاء ) وربما تكون مزورة تحت صفقات خفية لاأنسانية ولاتعنيها صحة المواطن هنا بالعراق.هذا النوع من الطيور الذي بتنا اليوم نطبخه في بيوتنا، ونأكله في المطاعم اختلف في طعمه وبات  كالخشب المتيبس لاطعم له رغم استعمال جميع انواع المطيبات والتوابل لتضييع ماتبقى من زفرته ،حين كانت امي وجدتي لاتحتاجان كل هذا الهوس والقلق عند اعداده لانهما تعلمان جيدا بأن نكهته جاءت من ربوع المزارع والحقول التي ربيت فيه والتي اضافت الى طعمه طعم اخر  له ، هو طعم الارض والحبّة الصالحة لنموه بصورة صحية و في أماكن مشمسة صالحة لتربيته ، كنا نتذوقه  لذيذا بتشريبه وشيه (بطعم بيضه،سمينا بلحمه، دافئا بمخدة ريشه).( هذا الذي نبحث عنه اليوم في دليل الهرم الغذائي وبسعر عال جدا في حقول الدواجن العراقية بتنا اليوم نميزه اكثر بشم رائحته العفنة  في اماكن مشاريع حقول الدجاج المنتشرة عشوائيا في كل المحافظات بعدما فشلت الرقابة على اماكن تربيته وغذاءه وكيفية تسويقه) ولكونه مصدرنا الوحيد في وجباتنا الغذائية ، احذروا المتاجرة بالسيئ منه انه لقمة الفقراء قبل الأغنياء وهو المكون المهم في وجبات كبار السن والأسر ذات الدخل المنخفض والذين يجهلون جدا مصادره.