القراءة والصحة النفسيَّة

اسرة ومجتمع 2023/03/04
...

  بغداد: الصباح

نظراً لنمط الحياة السريع والمسؤوليات التي لا نهاية لها، أصبحت القراءة في أسفل قائمة أولوياتنا، رغم أن الأبحاث تشير إلى أن قراءة الكتب الورقية التقليدية قد تكون أفضل، وذلك لقدرات القرّاء على تذكر الأحداث بشكل أكثر فاعلية مقارنة بالنماذج الرقمية للكتب، إلى ذلك يوفر الخيال الأدبي المزيد من الفوائد، بما في ذلك التعاطف ومهارات التفكير النقدي وإكساب نظرة ثاقبة للعلاقات الناضجة والصداقات والقيم الشخصية والهوية الثقافية وفرص تطوير اللغة والتعلم، يمكن للقراءة أن تساعد في تقليل مستويات التوتر، وتوفر فترة راحة تشتد الحاجة إليها، بعيدًا عن تحديات الحياة اليومية، فعندما نندمج في كتاب جيد تخترع الصور المرئية بنفسنا ونصبح منغمسين في العالم الذي نقرأ عنه، مما يساعد على نسيان القلق، وهذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتعزيز الشعور العام بالرفاهية. 


زيادة اليقظة

تساعد القراءة على تحسين الصحة العقلية عن طريق تقليل التوتر والمساعدة في توفير ملاذ صحي، وقد جدت دراسة لدى المراهقين أيضاً أن قراءة الكتب أدت إلى زيادة اليقظة الذهنية ومشاعر التفاؤل، مع تقليل معدلات القلق والاكتئاب، لذلك فالعلاج بالقراءة مهمٌ للاكتئاب لأنه يساعد في الفهم العاطفي والوعي الذاتي و التخفيف من حدة الشعور بالوحدة.


تحسينُ العلاقات

يعتبر التعاطف، أو القدرة على فهم ومشاركة ما يشعر به شخص آخر، لبنة بناء مهمة للعلاقات الاجتماعية والشخصية، فمن خلال القراءة عن حياة وتجارب الآخرين وتعرضنا لظروف الحياة التي يمكن أن تكون مختلفة، يمكننا الحصول على نظرة ثاقبة لأفكارهم ومشاعرهم، ويكسبنا هذا تأثيرات معرفية اجتماعية مماثلة يمكن استخدامها في التفاعلات الاجتماعية في الحياة الواقعية، كما يؤثر بعد ذلك في كيفية ارتباطنا  بالآخرين في العالم الحقيقي، ويوفر الفرصة لأخذ وجهات نظر الآخرين بطريقة آمنة وصحيحة، لموقف أكثر تسامحاً ورحمة، فضلاً عن فهم أفضل للمشاعر.


 تحسّن الوظيفة المعرفيَّة 

القراءة نشاطٌ معرفي يعمل على تشغيل العقل ويمنع فقدان الذاكرة، فالقراءة نشاطٌ محفز عقليًا يزيد من تدفق الدم والأكسجين والعناصر الغذائية إلى الدماغ مما يساعد في تأخير التدهور والضعف الإدراكي والتمتع بوظيفة إدراكية أفضل،  ويمكن أن يؤدي التحفيز العقلي أيضًا إلى إبطاء تقدم مرض الزهايمر، فالقراءة قد تساعد في منع رواسب بيتا أميلويد من التطور في الدماغ، وهي من خصائص مرض الزهايمر، حيث يعتقد أن الحفاظ على نشاط الدماغ يؤدي إلى بناء احتياطيات من خلايا الدماغ السليمة والصلات بينها، ويمكن أن يساعد هذا في تعويض الضرر الناجم عن مرض الزهايمر، لان الدماغ قادر على التعويض والاستمرار في العمل لذلك قد يتأخر ظهور الخرف، وتساعد التمارين المنتظمة والنظام الغذائي الصحي هي بعض الطرق، التي يمكنك من خلالها عيش حياة صحية، فإن التأثيرات المعرفية لقراءة الكتب قد تساعدك على العيش بصحة وعافية أيضاً.