غروسي يحاول ترطيب العلاقة مع إيران

قضايا عربية ودولية 2023/03/04
...

 طهران: محمد صالح صدقيان 


يُجري المدير العام للوكالة الدوليَّة للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اليوم السبت، مباحثات في طهران تهدف لمعالجة الإشكالات العالقة بين الجانبين وتحديداً ما يخص الأسئلة التي تريد الوكالة أجوبة عنها بشأن مواقع يشتبه باحتوائها أنشطة نووية بعيدة عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. 

وتأتي أهمية الزيارة في توقيتها قبل انعقاد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للنظر في عدة ملفات ومنها الملف الإيراني.

وقال المبعوث الأميركي للشأن الإيراني روبرت مالي إنَّ بلاده تنتظر النتائج التي تسفر عنها زيارة غروسي لطهران، مشيراً إلی أنَّ الأخير لم يقدم موقفه بشأن التزام إيران بمعاهدة حظر الانتشار النووي "ونحن ننتظر موقفه بهذا الشأن ".

وقال إنَّ الولايات المتحدة تقف مع الدول الأوروبية الثلاث "بريطانيا وفرنسا وألمانيا" في قلقها حيال البرنامج النووي الإيراني، معرباً عن اعتقاده أنَّ إيران لا تتعاون مع الوكالة الدولية وما زالت هناك أسئلة يفترض بإيران تقديم أجوبة عنها تتعلق بتفاصيل أنشطة التخصيب. وسيلتقي غروسي خلال زيارته لطهران الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إضافة إلی مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي وعدد آخر من كبار المسؤولين ذوي العلاقة. 

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي: إنَّ الزيارة جاءت بعد إجراء حوارات "بناءة وواعدة" مع وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة رئيس إدارة الضمانات في الوكالة الدولية للطاقة النووية "ماسيمو أبارو" ؛ في الوقت الذي رأی وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إمكانية الوصول إلى حصيلة نهائية واتفاق من مفاوضات رفع الحظر بحل القضية أو القضيتين العالقتين لغاية الآن. وقال في تصريح لقناة سي أن أن الأميركية: إنَّ المسؤولين الأميركيين وبسبب المشكلات والضغوط الداخلية ما زالوا غير قادرين على اتخاذ قرار شجاع للعودة إلى الاتفاق النووي. وقال إنَّ بلاده لا تزال الطرف الأكثر التزاماً بين الأطراف بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة والرئيس ترامب؛ لافتاً إلی التزام الحكومة الإيرانية الجديدة بمواصلة المحادثات للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.

واعتبر أنَّ إيران أبرمت مع الوكالة الدولية خارطة طريق وأنَّ زيارة غروسي تأتي في إطار هذه الخارطة؛ مشيراً إلی أنَّ إيران أبلغت الجانب الأميركي بوضوح عبر وسطاء أننا ما زلنا على طريق الاتفاق. لكن إذا أقر مجلس الشورى قانوناً جديداً فلا بد لنا من دعم البرلمان، لذلك فإنَّ نافذة الاتفاق ما زالت مفتوحة، إلا أنَّ هذه النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد.

وزاد أنَّ الجانب الأميركي بعث برسائل إيجابية عبر القنوات الدبلوماسية، لكنهم في مواقفهم الإعلامية يدلون بتصريحات مختلفة تماماً.

ودعت صحف إيرانية إلی استغلال أجواء الزيارة بما يخدم الموقف الإيراني رغم تضاؤل فرص نجاحها. 

وتری أوساط إيرانية أنَّ علی غروسي العمل علی تعزيز فرص الثقة بما يخدم عمل فرق التفتيش التابعة للوكالة الدولية.