زهير الجبوري
لعلَّ (أزمة ارتفاع الدولار) قد ضيقت الفرحة على ابناء الشعب العراقي الذي عاش لفترة قصيرة في بطولة خليجي 25، والفرحة هذه ليست ترتبط بعالم الرياضة وكرة القدم بقدر ما ترتبط بمصير بلد كبير وعظيم مثل بلدنا، حيث تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية ما دار في جنوب العراق من تفاصيل أهله المعروفين بالطيب والكرم، وهي رسالة للعالم أننا شعب محافظ على عاداته وتقاليده مهما كانت الظروف ومهما تآمر عليه من تآمر.
والآن بعد أنْ شَعَرَ المجتمع أنه بدأ يستنشق شعوره الآمن، جاءت هذه الأزمة لتقلق الجميع، أزمة توجع الطبقة الفقيرة من المجتمع، وهذه الطبقة هي الوحيدة التي تنظر بعين الرحمة إلى الحكومة، لأن مصيرها الوجودي مرتبط بالاستقرار الاقتصادي شومعونة الدولة لها، ولا أدري إن وافقني الرأي أحد بأن العديد ممن صنعوا القرار السياسي في العراق كانوا من هذه الطبقة، فلماذا لم تكن هناك توصلات لحل الأزمة..؟
ولماذا ترسم الأوهام وتساق لنا كأنها مسألة ستتحقق؟
أعتقد أن الشارع العراقي صار أكثر وعيًا وإدراكا لما يحصل في خلق الأزمات، وإنَّ الخلل واضح امام الجميع، ومعالجته واضحة، فما على الدولة سوى رسم طريقة للخروج منها ليتسنى للعالم أجمع أنّ الأزمة لها رجالاتها، وأنها مرت بسلام بعقول عراقية تمتلك وطنية عالية وأصيلة.
في الأخبار نشاهد ونسمع زيارات رئيس الوزراء لبعض الدول النامية، وعقد اتفاقات تخدم مصلحة الطرفين، هذا أمر يفرح الجميع، لكنّ الأزمة تزداد تعقيداً مع ارتفاع السوق وغلاء حاجياته، ومن خلال كل ما يدور، لا بدَّ من وجود آلية تخرج البلد من هذه الأزمة، لأن عدد البطالة في العراق يزداد كثيرا، وهذه مؤشر خطر حين يتحول الشاب العراقي إلى شخص متمرد يخرج عن حدود قيمته الإنسانية للأسباب التي تحدثنا عنها، فلا تصريحات غير معقولة تعبر علينا، ولا أوهام يصوغها الإعلام تقنعنا، عودة المؤسسة إلى قيمتها الحقيقية وضبط حدود البلد من أهم العومل التي ستجعلنا نرسم خريطة مستقبلنا بارادتنا وحينها يخضع الدولار صاغرا أمامنا.